العدد 5766
الأحد 28 يوليو 2024
banner
الجائزة الكبرى
الأحد 28 يوليو 2024

عندما فازت الجامعة الأهلية من خلال طلاب الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة بجائزة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه لأفضل مشروع صحافي، شعرت بأن أحلام الماضي القريب تحققت في هذا اللفيف من جيل اليوم، حلمت وتحقق حلمي الذي راودني قبل خمس سنوات وأنا أتسلم جائزة الصحافة من رئيس الوزراء الراحل صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان طيب الله ثراه، حلمت وحقق الله عز وجل حلمي، تمنيت ولم تذهب أمنياتي أدراج الرياح، ذهبت لآخر المدى ولم أكن أعلم أن جميع الأماني ممكنة.
وجاء اليوم قبل أسبوع بالتمام والكمال الذي تجسدت فيه خيالاتي، لأقف مع طلابي الستة عشر أمام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وجامعتنا الفتية تتسلم درع التفوق، أول اعتراف رسمي بأن طلابنا يستطيعون أن يصلوا إلى أعلى منصات التفوق وهم يتسلمون الجائزة المباركة، وهم يؤكدون أمام العالم أجمع أن التوسع في تلك الجائزة جاء في وقته بالسماح للجامعات بالمشاركة في هذا العرس الصحافي الكبير، شعرت بالفخر والاعتزاز أن سهر الليالي وجهد السنين لم يضيعا سُدى، وأن من سار على الدرب وصل، وأن من يقود ويفرز ويتابع يستطيع أن يضع يديه على وسائل التواصل المؤثرة الحديثة، تقليدية كانت أو إلكترونية، تحاكي زمانها أم أنها تستفيد من تراكم المراحل وزخم الذكريات.
لذا كان لابد من أن تضع الجامعات في يقينها أن مجاراة تقدم الأمم لا يتحقق تلقائيًا، لكنه يعتمد على استلهام العبر والدروس، واجترار التجارب والقيام بتجريبها على نماذج محلية قادرة على التأثير في الآخر، حتى لو كان هذا الآخر مختلفًا، أو متميزًا، أو بعيدًا عن حدود الوطن.
كان لزامًا على جامعاتنا أن تكون في مقدمة الصفوف وهي تدرك بأن الإعلام المتقدم يعني دافعًا متقدمًا، وأن الصحافة المتطورة تعكس صورة المجتمع الحية الواعية الواعدة، وأن الآليات المستخدمة تحاكي أحدث ما توصلت إليه العلوم وتكنولوجيا المعلومات من أجل رسم الصورة الذهنية لأي شيء.. أي شيء، بل وتثبيت تلك الصورة لدى المتلقي وتحديثها على الدوام.
جائزة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للصحافة تعني أن بالبحرين إدارة قادرة على تشكيل مجتمع واعٍ، على تأسيس نماذج حية لمشاريع شبابية لديها الإمكانات والمهارات الشخصية والعلوم التطبيقية، حتى يكون للمجتمع تأثيره وللمواطن الفرد دوره، وللمؤسسة القائمة على تشغيل الموجود الإعلامي بالكيفية التي تتواكب مع متغيرات المجتمع المحيط، وبما يتلاءم مع أدبيات ممارسته وطقوس معايشته.
الجائزة الكبرى ستظل في عيوننا كبرى، بمشاريعها كبرى، وآثارها كبرى، وكل جائزة وبحريننا الغالية بألف خير. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية