قد يكون هذا العنوان غريبا للوهلة الأولى، لكن لا حيلة لنا بعد استقبال الكونغرس الأميركي نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي أباد المدنيين الفلسطينيين، وأن يستمع إليه ويصفق لخطابه أكثر من مئة مرة وهو يقلب الحقائق ويحول الضحية إلى جلاد! لقد استخف نتنياهو بالعالم كله وهو يقول إنه لم تكن هناك نية لقتل مدني واحد في غزة، وهو الذي يستخدم القنابل الأميركية التي تضرب مساحة كبيرة من الأرض خلال الضربة الواحدة. كيف يصدق هذا الكلام الذين تابعوا ما أصدرته المحكمة الدولية بحق نتنياهو بتهمة الإبادة الجماعية؟
لا أعتقد أن خطاب نتنياهو سيعيد له ما فقده خلال هذه الحرب التي أبادت الآلاف، لأن الجريمة أكبر وأوضح من أي تدليس أو مغالطة، لكن الشيء الغريب الذي سيسيء للولايات المتحدة وما يسمى بالديمقراطية الغربية والحضارة الغربية، وسيكشف زيف هذه الحضارة بشكل لم يسبق له مثيل، هو حجم التصفيق والاحتفاء من الكونغرس الذي هو نتاج وثمرة لهذه الديمقراطية وهذه الحضارة. كيف صفق أعضاء الكونغرس لرجل يستخدم كلمة وحشية ويصف بها الفلسطينيين ويكررها مرات والعالم كله يسمعه؟ كيف تصفقون يا أبناء الديمقراطية الأميركية وأبناء الحضارة الغربية لمجرم حرب يقول لكم إن إسرائيل هي من تحمي الولايات المتحدة من خطر إيران وإن التظاهرات التي تجري بالولايات هي تظاهرات ممولة من إيران؟ كيف تصدقون والشعب الإسرائيلي نفسه لا يصدق نتنياهو؟ يا لها من واقعة وضعت سمعة الولايات المتحدة على المحك. هل هذه هي الحضارة الغربية؟ كيف يستقيم ما فعلتم مع أدبياتكم التي كتبت عن حقوق الإنسان منذ مئة عام؟ هل الاحتفاء بالقتلة والإبادة الجماعية يدخل ضمن مبادئ حقوق الإنسان؟
* كاتبة وأكاديمية بحرينية