الشباب هم عماد مجتمعاتهم التي تُحدد مستقبل أوطانهم، وهم رصيدها الكبير الذي يُحافظ على ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وهُم مرتكزات نهضتها وعمرانها بذكورها وإناثها الذين يقودون إلى التطوير والتجديد ومواكبة التقدم والتنمية الشاملة المُستدامة حين تُؤمنّ لهم البيئة الداعمة الملائمة المُحققة لتطلعاتهم وطموحاتهم التي تُمكنهم من تحقيق النجاح والتميز في مختلف المجالات بعد أنْ أثبتوا على مرّ العصور أنّهم المنطلق الأساس الذي يحمل راية التقدم والازدهار وسط أجواء تُحشّد من طاقاتهم وتُعزّز من جهودهم المُحقّقة للأهداف والطموحات المتأملة، والمُتغلِبة على التحديات والعقبات المُواجهة من أجل خلق جيل استباقي ناجح اجتماعيًا ومتقدم ثقافيًا.
مشروع “مؤسسة المبرة الخليفية” الذي تأسس عام 2011م، يأتي واحداً من المشاريع الوطنية التي تتماشى مع رؤية البحرين 2050م المُرتكزة على مبدأ الجودة في أداء الأعمال الريادية والإتقان لإحداث التغيير المؤثر في المجتمع البحريني في مجالات التعليم وتمكين الشباب وإكسابهم التجارب وتطوير مهاراتهم من خلال البرامج المُوجهة وفق الرؤية القادرة على إحداث الفرق الإيجابي في المجتمع، وبالرسالة الواضحة التي تُنمي إمكانياتهم العلمية والعملية حسب أهداف محددة لدعم تدريبهم وتزويدهم بالخبرات المتوائمة مع سوق العمل وبناء شخوصهم عبر سلسلة من الأنشطة البدنية التفاعلية وتمكينهم من استغلال أقصى ما يمتلكونه من قدرات ومهارات لتحقيق طموحاتهم وغرس حس المسؤولية الاجتماعية، فضلاً عن تنفيذ المشاريع والمبادرات الخيرية التي تعود بالنفع والفائدة على عموم المجتمع.
نافلة:
المرأة البحرينية فاعلة ومتفاعلة – دون منازع - في الحراك المجتمعي الخيري والرعائي والتنويري المتنامي، فلحضورها تأثير ملموس في مختلف مجالات الاجتماع والثقافة والاقتصاد بعد أنْ تَوَلّدَ – هذا الحراك التطوعي - على يد النخبة من نساء العائلة الحاكمة بمعية الفعاليات المجتمعية الأخرى، حيث يمكن الإشارة في هذا المضمار إلى رائدة من رواد العمل الخيري اللائي برزن في خدمة المجتمع البحريني، سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة التي انعكست براعتها الإدارية على توالي إنجازات “مؤسسة المبرة الخليفية”.
منذ ترأسها مجلس الأمناء قبل (13) عاماً، حين استُهلّت نجاحاتها بمنحة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، واقتناص جائزة رواد العمل التطوعي العربية وجائزة “وفاء لأهل العطاء” المحلية، وبعدها الفوز بجائزة جلالة الملك لتمكين الشباب، وجائزة الريادة في العمل المجتمعي، وجائزة أفضل أداء تطوعي مؤسسي، وصولاً إلى تكريم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية الذي تُوج بعدها بتكريم رئيس مجلس الأمناء في سلطنة عمان عام 2020م.
كاتب وأكاديمي بحريني