العدد 5744
السبت 06 يوليو 2024
banner
سرقات البحارة
السبت 06 يوليو 2024

ارتبط الإنسان البحريني منذ القدم بثقافة البحر - بما اكتُنز في أعماقه من خيرات الرزّاق المُتعال وقدر تحت زُرقةِ مياهه من أقوات البشر والخلائق - ارتباطاً وثيقاً، كما عُدّت حافته البرية “السّيف” – أي ساحل البحر – في معظم الأوقات نقطة الالتقاء الحيوية لصائدي الأسماك بأصنافها المختلفة، ومنتدى عامرا لتُجّار اللؤلؤ والمحار مع عامة الناس من المواطنين والمقيمين والوافدين، بعد أنْ ظلت مساحة أرضه مهبِط تجمعهم وخيارهم المفضل للتبضع وشراء منتجاته البحرية ومتعلقاتها الأخرى؛ لتُصبِح المُكون الأساس لمنظومة الأمن الغذائي الصحي في مملكة البحرين وخارطة الاستثمار الوطني الرابح فيها، بل والمصدر الاقتصادي الأهم لآلاف الأسر البحرينية المُرتبطة بمهنة الصيد وتجارته وبيع أدواته وتطوير مشروعاته، ولاسيما مشاريع المأكولات البحرية للمطاعم والمطابخ المنتشرة في جميع المحافظات.

في الوقت الحاضر، برزت - للأسف - حوادث على النقيض من ذلك كله، بعد تعرّض وسائل أرزاق الناس في الآونة الأخيرة وهي راسية في عرض البحر إلى السرقة والتلف والضرر والتخريب، وهذا ما أفاد به الكثير من البحارة المحترفين والصيادين الهواة عن حجم معاناتهم، والذين أجمعوا على علة غياب المرافئ التي تحتضن قواربهم وأدوات صيدهم، واحتياجهم المُلح إلى حماية ممتلكاتهم الخاصة من الطراريد والقوارب والبوانيش التي تتعرّض بشكل مستمر لسرقة المحركات وأجزاء من معداتها الثمينة، ويتكبدون خسائر فادحة جرّاء ارتطامها بالأرصفة الصخرية وتعرضها للشروخ والكسور مع هبوب الرياح الشديدة، ما يجعلهم في حالة من القلق الدائم على “حلالهم”.

نافلة:
عادة ما تُبنى “القاعدة الدولية العالمية لمحركات القوارب المسروقة” كمشروع غير ربحي، عند قيام المُحتالين بسرقة محركات القوارب من بلد، ومن ثمّ بيعها في بلد آخر على أنّها محركات مستعملة تستهدف هذه القاعدة عبر البيانات الموحدة على مستوى العالم الوقوف على طبيعة هذه السرقات الخارجية والحدّ منها، باتباع خطوات لا تتعدى دقيقتين لفحص المحرك المستعمل قبل الشراء، وهو ما قد يُخفف تباعاً من تكرار سرقات القوارب ومحركاتها وبطارياتها وأجهزة الملاحة فيها وأدوات الصيد المستخدمة وثلاجات التخزين، خصوصا في المناطق التي تفتقد إلى المرافئ المُجهزة كحال الدائرة الأولى في المحافظة الشمالية الممتدة – ساحلياً – من قرية كرانة مروراً بقريتي جدالحاج وجنوسان حتى قرية باربار، حيث لا بوادر في الأفق لمشروع يجمع شتات البحارة أو الهواة في هذه الدائرة التي تعتمد شريحة كبيرة من قاطنيها على البحر.

كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية