“حبيبنا أخي عمار ضريبة النجاح لازم تدفعها.. متى حلقتنا الثانية نبي نلف المملكة زي متفقنا”، بهذه الكلمات علق رئيس “الهيئة العامة للترفيه” في السعودية تركي آل الشيخ، على حملة التشويه السلبية التي شنها صحافي عربي ضد الإعلامي الكويتي عمار تقي.
آل الشيخ شخصية معروفة بصراحتها وأنها تقول ما لديها مباشرة دون مواربة، وحديثه الودي تجاه تقي دليل على تقدير واحترام لمهنية عمار تقي من جهة، ورفض تركي آل الشيخ أسلوب المزايدات الذي اتخذه الصحافي الذي هاجم تقي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إن البحث في النوايا، ونصب محاكم تفتيش، وإجراء فحوص دم وطنية، أسلوب ممجوج، بغيض، ينم عن مواقف كيدية، فتنوية، وإلا إذا كان لدى هذا الصحافي صدقية، كان بمقدوره أن يناقش أفكار عمار تقي، وينتقدها بعلمية وبعيداً عن التحريض الذي أخذ للأسف أبعاداً مذهبية.
هناك مزاج شعبوي في وسائل التواصل الاجتماعي لدى بعض الشرائح، وهذا المزاج يتكئ على استثارة المشاعر الطائفية والعنصرية والجهوية، أي إعلاء قيمة العصبيات والهويات الفرعية من أجل ممارسة الاغتيال المعنوي تجاه شخصيات عامة، خصوصاً إذا كانت هذه الشخصيات مستقلة، صاعدة وناجحة في مسيرتها العملية. في ذات الوقت، تشهد منطقة الخليج العربي عملية تطوير وإصلاح واسعة، ترسخ قيم المواطنة الشاملة، وسيادة القانون، والمساواة، ومدنية الدولة، أي أنها تمضي نحو تجاوز الخطابات التقسيمية التي تصنف المجتمع في دوائر ضيقة، وعليه، فإن المجتمعات الخليجية اليوم أكثر وعياً بأهمية مجابهة الجماعات الفتنوية، لأي تيار فكري انتمت. عمار تقي، إعلامي كويتي له تجربة تستحق الاحترام، وهو اسم برز عربياً مع مجموعة من الإعلاميين والمحللين والباحثين والكتاب الخليجيين، تجاوزوا حدود الخليج العربي، بكفاءتهم ومهنيتهم، وهو أمرٌ يسبب غيرة لدى بعض العرب الذين ينظرون للخليج بوصفه بيئة أقل شأناً؛ لذا رغم أن الحملة ضد تقي ظالمة وغير أخلاقية، إلا أنها كما قال المستشار تركي آل الشيخ “ضريبة النجاح”، وهو ليس نجاح فرد وحسب، إنما نجاح مشروع خليجي مستقبلي يمضي قدماً نحو التنوير والتحديث.
* كاتب وإعلامي سعودي