العدد 5752
الأحد 14 يوليو 2024
banner
“الليغا” أم “البريميرليغ”؟!
الأحد 14 يوليو 2024

كثيرا ما تدور نقاشات ومقارنات بين مشجعي الساحرة المستدير حول المسابقة الكروية الأقوى في أوروبا، ويرى البعض أن الدوري الإسباني “الليغا” أكثر متعة من الدوري الإنجليزي “البريميرليغ” فيما يرى البعض الآخر العكس، وأنا شخصيا أرى أن المسابقتين عظيمتين ولكن الليغا فقدت الكثير من بريقها بعد هجرة رونالدو وميسي بينما يتألق البريميرليغ يوما بعد آخر بفعل البذخ المالي الذي يصرف على استقطاب النجوم واللاعبين!
وفي الحقيقة لن استند في رأيي على أرقام ودراسات رسمية، فأنا لست أبحث عن المكاسب والأرباح، وإنما أعود إلى أصل الحكاية في كرة القدم، وهي المتعة والإثارة والتشويق التي بدورها تجذب الجماهير والمتابعين والذين بدورهم يجذبون أموال المستثمرين، ولو دخلنا في هذا المسار فإن الكفة تميل لصالح إنجلترا التي تبيع حقوق البث التلفزيوني حتى عشر سنوات بمليارات الجنيهات الاسترلينية ويتصدر منتخبها قائمة الأعلى قيمة في أوروبا!
طبعا، هذا لا يعني أن الليغا لا تضع في خزائنها ملايين اليوروات من مردود البث التلفزيوني وأن نجومها قليلي القيمة المالية، بل على العكس تماما، وفي إسبانيا دائما ما تدور مشاكل وأزمات بين ريال مدريد وبرشلونة مع اتحاد الكرة حول نصيبهما من حقوق بيع التذاكر والنقل التلفزيوني، فهما لا يقارنان أنفسهما بملقا أو بلد الوليد من حيث المتابعة الجماهيرية.. أليس كذلك؟!
لذلك فإن الفارق بين إنجلترا واسبانيا حسب اعتقادي، هو أن الإنجليز لديهم مركزية وسيطرة مطلقة على مسابقة الدوري الممتاز ولا توجد استثناء كما هو الحال في الدوري الاسباني الذي ينقذه في كل مرة جمهور الريال والبارسا المنتشر حول العالم، ليحقق الأرقام المطلوبة في سوق التنافس الرياضي.
وحتى لا ندخل في دوامة “البزنز”، لنعكس التنافس على ملعب نهائي أوروبا بين إنجلترا وإسبانيا ونرى كيف يمكن أن تنتهي هذه الموقعة الاستثنائية بين منتخبين لم يلتقيا قط في هذا الدور على مدار السنوات الماضية. منتخبين كل واحد منهم يمثل فكراً مختلفا جاء به من المسابقة التي ترعرع فيها، المركزية والتنظيم الإنجليزي أم الخروج عن النص الإسباني الذي يختصر في المهارة!
لا شك وأننا أمام مباراة فريدة من نوعها، مرشحة لأن تكون مسرحا نتعرف من خلاله على أي مطبخ كروي في أوروبا قادر على اعتلاء عشر القارة العجوز.. أي مذاق سيكون المفضل على مائدة المتفرجين الدسمة، وشخصيا أميل أكثر إلى الإسبان، لكنني لا أثق أبدا في وداعة الأسود الثلاثة، أمام فريسة تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة!!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .