العدد 5738
الأحد 30 يونيو 2024
banner
يُسمع أنين في القارة العجوز!
الأحد 30 يونيو 2024

سأدلف للحديث عن بطولة كوبا أميركا وبطولة أوروبا لكرة القدم مبتعدا آلاف الكيلومترات عن قارة آسيا الواقعة تحت وطأة الحسابات المعقدة، إثر زوبعة القرعة المونديالية للمرحلة الثالثة من عمر التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، فلست أريد الغرق في بحر التشاؤم والاستسلام مثلما فعل كثيرون، بعدما أوقعت القرعة منتخبنا في مجموعة طاحنة إلى جانب اليابان وأستراليا والسعودية والصين وإندونيسيا!
وفي قارة أميركا الجنوبية حيث السعادة والفرح! أصبح المنتخب الأرجنتيني “بطل العالم” و “حامل اللقب”، أول المتأهلين لدور الـ 8 ببطولة كوبا أميركا، ولكن “التانغو” يضع يده على قلبه خشية أن يتعرض الساحر القصير ليونيل ميسي لإصابة تبعده عن منافسات البطولة، ويحدث للمدرب الأرجنتيني سكالوني فيما بعد ما حدث للمدرب سكولاري في مونديال 2014 عندما أصيب نيمار وخرجت البرازيل بالفضيحة أمام ألمانيا!
أما البرازيل في كوبا أميركا 2024، فقد بدأت البطولة بتعادل خاسر أمام كوستاريكا قبل أن تعوض في مباراتها الثانية أمام باراجواي، وهي تدين بفوزها العريض لنجمها فينيسيوس، الذي سجل الهدفين الأول والثالث، من أصل 4 أهداف، ولا شك أن “السامبا” ينتظر المزيد من “جناح ريال مدريد”، في المستقبل كسلاح فعال في خط الهجوم البرازيلي، خصوصا في المباراة المقبلة أمام كولومبيا متصدرة المجموعة، ولا داعي للحديث أكثر عن هذه البطولة، فهناك حالة طارئة في أوروبا!
وفي هذه الأثناء، يسمع أنين في القارة العجوز، حيث وصلت آمال إيطاليا في الاحتفاظ بلقب بطولة أوروبا لكرة القدم إلى نهاية بائسة بدور الستة عشر، بعد خسارتها المروعة بهدفين نظيفين أمام سويسرا، وذلك في أول مرة تودع فيها البطولة قبل دور الثمانية منذ 20 عاما، وفي اعتقادي أن سويسرا هي “الحصان الأسود” في هذه النسخة، فحتى الألمان نجوا بأعجوبة من هزيمة محققة في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع من عمر المباراة، الذي تقدره ساعة سويسرية فاخرة، لكن ذلك لا يعفي إيطاليا من تبعات خروجها المخيب للآمال!
ولست أدري، هل الصورة الأسطورية عن “بلد الفيراري” تبدو واقعية في ضوء تراجيديا سقوط المنتخب الإيطالي الأول أمام نظيره الإسباني، الذي حاصر “الأزوري” وشن عليه الهجمات تلوى الهجمات حتى أفقد المدافع ريكاردو كالافيوري عقله، وجعله يسجل هدفا في مرماه؟!
أتساءل بذات الصدمة التي اعترت ملامح يوليو قيصر لحظة اغتياله المؤلمة، وبتلك النبرة التي تحدث بها إلى صديقه المقرب “حتى أنت يا بروتس؟”، وقد وضعت نفسي مكان الحارس جيانليويجي دوناروما الذي تألق طوال المباراة في صد هجمات المنتخب الإسباني وحافظ على شباكه نظيفة، ليتفاجأ في الدقيقة 55 المشؤومة، بنيران صديقة من المدافع “كالافيوري” أفقدته الثقة في دفاعاته!
أولسنا أمام سردية “شكسبيرية” تعود إلى الحياة من غياهب الماضي، وإيطاليا قلعة محصنة في التاريخ، ولن يكون سقوطها إلا مدويا وغريبا، كابتسامة الموناليزا الغامضة التي رسمها ليوناردو دافنشي بعبقرية المبدعين، وترك عليها بصمته الخاصة، وهذا في اعتقادي ما فعل لوتشانو سباليتي، الذي أراد تحسين أداء فريقه بعد الفوز المتواضع على ألبانيا المغمورة في مستهل حملة الدفاع عن لقبه الأوروبي، وإذ به يهندس طريقا جديدا من الفشل، ليعود “الأزوري” إلى روما، أوليست جميع الطرق تؤدي إليها؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية