تتفق الكثير من النظريات في علم النفس على أن الفرد هو المسؤول عن سعادته، لأنها تعتمد في الأساس على التركيز في القوة الداخلية والسمات الشخصية التي تعزز الشعور بالسعادة وتحسين الصحة العامة، ولترجمة ذلك فعليًا وواقعيًا نحتاج إلى الاقتناع بأن الفرد هو المسؤول أولاً وأخيرًا عن ذلك، لذلك تأتي فرصة فصل الصيف والإجازات السنوية لتأكيد جانب مما يسعى له لتوفير كل الظروف للاستفادة من الإجازة في الترفيه أو الاستجمام أو الإنجاز.. فالسعي هنا بالتأكيد يكون من جانب العقل الذي يحفز العمل الدؤوب بما يتوافق مع ما نحب القيام به ونرغب في تحقيقه، ولا يقتصر ذلك على فترة الصيف ولكن الشيء بالشيء يذكر للتدليل، فهناك من يعقدون مع حياتهم اتفاقية تقبل كاملة ويعيشون الرضا والقناعة التامة التي تزيد من مرونة المشاعر.
أعزائي القراء، نبتعد قليلاً عن المثاليات كما يقول البعض الآن وهم يقرأون ما سبق، وأهلاً بكم في عالم واقعية التطبيق والممارسة التي تتم عبر وصفة محكمة علميًا تستند إلى التركيز على الجوانب الإيجابية والنظرة الآمنة إلى الأمور وتنقيتها من موجات الخطأ والصواب ولوم النفس ومعاقبتها على أدنى الأمور، لديكم اهتمامات أكثر أهمية من خلال وجودكم مع أشخاص مميزين أو وجودكم في محيط مميز، اقتربوا منهم أكثر، وقولوا وداعًا وداعًا لكل ما يزعجكم ومن يزعجكم، فلن تحتاجون في كل محطات حياتكم إلى كل من يمر فيها إطلاقًا، لأنكم تستطيعون صناعة أفضل التجارب لأنفسكم مع من يحيطون بكم، كل ذلك والكثير مما تتوقعون يحدث عندما تكون الأفكار المنطلقة معززة بروح مرحة أحيانًا، وإيجابية أحيانا أخرى.. في هذه اللحظة، تخيلوا معي أنكم تعيشون حياة هادئة متوازنة، وأدعوكم بعدها إلى الامتنان الدائم فهو يجلب الابتسامة التي تجمل ملامح كل من يدمن عليها، ركزوا على مكامن القوة فهي المعزز للحضور والسلوك، عظموا التخيلات الإيجابية في كل خطوة فهي مدخل الخير والسرور والسعادة.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية