5. الحرب غير التقليدية: استخدم كلا الجانبين تكتيكات وتقنيات جديدة. على سبيل المثال، أدى استخدام الطائرات دون طيار، والحرب السيبرانية، وأنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة إلى تغيير طبيعة الصراع. ولا بد من أن يسجل هنا الاستثنائية الإنسانية عالية المستوى، التي شهدها التعامل الفلسطيني مع الأسرى الإسرائيليين، والصمود الاستثنائي، غير المسبوق، التي أظهرتهما حركة المقاومة الفلسطينية، التي كشفت عن ثغرات عميقة غير معروفة في مؤسسات الحرب الصهيونية. وعلى نحو مواز ينبغي التوقف عند الوحشية غير الإنسانية التي سيطرت على استراتيجيات والسلوك المصاحب لها، التي انفردت به مؤسسات الحرب الصهيونية، التي تحاشت، قدر المستطاع، الصدام المباشر مع حركة المقاومة الفلسطينية، وصبت جام حقدها على التجمعات السكانية الفلسطينية المسالمة. ولا ينبغي القفز فوق ما صاحبها من تجاوزات في معاملات المعتقلين في سجون الاحتلال، واستهداف مسبق للأطفال والنساء والمؤسسات الإنسانية، بما فيها المستشفيات.
6. وسائل الإعلام وحرب المعلومات: كان للاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي ونشر المعلومات الآني والمباشر، وخروج تقصي أخبار الحرب، ونشر وقائعها، من احتكار أيدي المؤسسات الإعلامية التقليدية، وسيطرة الهواة غير الاحترافيين التقليديين، تأثير كبير على الرأي العام والإدراك الدولي. وقد أدى ذلك أيضا إلى انتشار المعلومات غير الدقيقة، والإشاعات المضللة من جانب، لكنه حرم العدو الصهيوني من احتكار مصادر المعلومات من جهة ثانية.
7. الأزمة الإنسانية: وصل حجم الأزمة الإنسانية وشدتها إلى مستويات غير مسبوقة من جهة، وفي فترات قصيرة قياسية متلاحقة من جهة ثانية. ترافق ذلك مع نزوح جماعي، وتدمير للبنية التحتية، ومعدلات وأعداد الضحايا في الجانب الفلسطيني، وفي فترات زمنية قياسية، وغير معهودة.
وكما كان اندلاع الحرب مفاجئ وغير تقليدي، ولا متوقع. فمن الضرورة بمكان إن تأتي التوقعات لنتائج حرب غزة منطقية مع ذلك الاندلاع.
النتائج السياسية
o التحول في التحالفات الإقليمية
أ. من المرجح أن تعيد الحرب آلية ومقاييس التحالفات داخل الشرق الأوسط. وقد تعيد الدول تقييم سياساتها الخارجية، إما أن تقترب من اللاعبين الرئيسين في الصراع أو تنأى بنفسها عنهم.
ب. يمكن أن يحدث استقطاب متزايد بين الكتل المؤيدة للفلسطينيين والمؤيدة لإسرائيل، مما يؤثر على العلاقات الدبلوماسية والمفاوضات في المنطقة.
ج. قد يتغير ميزان القوى بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس وفتح. وقد تعزز نتائج الصراع أو تضعف موقف حماس السياسي، مما يؤثر على السياسة الفلسطينية الداخلية وإمكانية المصالحة.
o التأثير على الفكر السياسي العربي
أ. قد يؤدي الصراع إلى تجدد المناقشات حول الوحدة العربية، والسيادة الوطنية، ودور المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية. وقد يلهم أيضا إعادة تقييم الاستراتيجيات السياسية ونماذج الحوكمة داخل الدول العربية.
النتائج الاقتصادية
. إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية:
o ستتطلب إعادة الإعمار بعد الحرب معونة واستثمارات دولية كبيرة. وهذا يمكن أن يخلق فرصا اقتصادية، ولكنه يشكل أيضا تحديات فيما يتعلق بتخصيص الموارد وإدارتها.
o قد تؤثر الضغوط الاقتصادية على كل من اقتصادي غزة وإسرائيل، وعلى سياساتهما المالية، على وجه الخصوص.
o يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الإقليمي إلى ردع الاستثمارات الأجنبية، والتأثير على طرق التجارة. وقد تبحث البلدان التي تعتمد اعتمادا كبيرا على التجارة عبر المناطق المتضررة عن طرق بديلة أو عن شركاء.
النتائج الاجتماعية
. الأثر الإنساني:
o من المرجح أن تؤدي الأزمة الإنسانية المباشرة إلى تفاقم الفقر والنزوح والأزمات الصحية في غزة. وسيتعرض النسيج الاجتماعي للمجتمعات المحلية للضغوط، مما يستلزم دعما اجتماعيا ونفسيا طويل الأجل.
o زيادة المرونة المجتمعية أو الصدمة بين السكان المتضررين، مما يؤثر على الديناميات الاجتماعية والسياسية المستقبلية.
. الرأي العام والنشاط:
o ومن المرجح أن يحفز الصراع الرأي العام والنشاط داخل المنطقة وخارجها. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وزيادة التدقيق في السياسات الإسرائيلية.
o قد تكتسب الحركات الاجتماعية والمنظمات الشعبية زخما، مما قد يؤثر على الخطاب السياسي وصنع السياسات.
(اقرأ المقال كاملا بالموقع الالكتروني)
النتائج الاستراتيجية
1. ديناميكيات الأمان:
o سيؤثر الصراع على ديناميكيات الأمن الإقليمي، بما في ذلك الاستراتيجيات العسكرية، والإنفاق الدفاعي، وجهود مكافحة الإرهاب. وقد تضاعف البلدان المجاورة من تدابيرها الأمنية واستعدادها العسكري.
o احتمال تصعيد أشكال التمردات وتكتيكات الحرب غير المتكافئة المصاحبة لها، ردا على المظالم أو الأعمال العسكرية المحتملة.
2. العلاقات الدولية والدبلوماسية
o ستؤثر نتائج حرب غزة على الدبلوماسية الدولية، مما قد يؤثر على ديناميكيات القوة العالمية ودور القوى الكبرى في الشرق الأوسط.
o قد يدفع الصراع إلى تجديد الجهود الرامية إلى إجراء محادثات سلام أو تعميق المنافسات الجيوسياسية، وخاصة مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين.
3. تطوير الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية
o قد تطور الدول العربية استراتيجيات سياسية واقتصادية جديدة للتعامل مع مكونات مشهد ما بعد الحرب، مع التركيز على التعاون الإقليمي، والتنويع الاقتصادي، والاستقرار السياسي.
o من المحتمل أن يكون هناك دفع نحو إيجاد نهج أكثر تماسكا واستراتيجية لمعالجة الصراعات وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.
4. تمكين الشباب والمجتمع المدني
o قد يحفز الصراع الجهود الرامية إلى تمكين الشباب، ومنظمات المجتمع المدني، مع الاعتراف بدورهم في تعزيز السلام والتنمية والابتكار.
o يمكن للمبادرات الرامية إلى تطوير نظم التعليم، وتوسيع نطاق المشاركة السياسية للسكان الأصغر سنًا، أن تكتسب زخما كجزء من استراتيجية أوسع لضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.