العدد 5728
الخميس 20 يونيو 2024
شكرًا للقائمين على فريضة الحج
الخميس 20 يونيو 2024

في كل عام يتوافد المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى أرض مكة المكرمة والمدينة لأداء فريضة الحج وزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتقوم بفضل الله قيادة المملكة العربية السعودية بخدمة هذه الشعيرة المقدسة وزوارها، وفي كل عام تبهر السعودية قيادةً وشعبًا العالم أجمع بما تقوم به من خدمات جليلة لتأمين سلامة الحجاج وخدمتهم، وينبهر الحجاج والزوار بما يرونه من تطوير مستمر في مرافق وأركان بيت الله الحرام والمسجد النبوي، فهذه الخدمة الدينية الإنسانية العظيمة تلقى الأولوية لدى الحكومة السعودية.
وهاهو موسم حج 1445هـ قد انتهى، وعاد الحجاج إلى بلدانهم وأهليهم آمنين سالمين غانمين، يحملون أعطر الذكريات لتلك الأماكن المقدسة، رجعوا وهُم يشكرون أهل تلك الأرض على ما بذلوه من جهد، ذلك الجهد الذي جعل من الحج آمنا وخاليا من أية شائبة تفسد أجواءه. واليوم نتذكر الأجداد الذين يقضون هذه الفريضة في السنوات السابقة في تعب ومشقة السفر ومخاطر الطريق، واليوم تم تذليل كل ذلك، فلا تعب ولا مشقة ولا مخاطر، فالحاج من أية بقعة من الأرض يأتي لتأدية فريضته، وبفائض من الخدمات التي ينالها الحاج وبدون استثناء، من صحية وأمنية وإرشادية وثقافية وطرق وجسور وتبريد الطرقات وتوفير المواصلات، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى جنود الحج البواسل من القوات العسكرية والأمنية والمدنيين من موظفين ومتطوعين للخدمات الطبية والتمريضية والإرشادية، كل ذلك أدى إلى أن يؤدي الحاج مناسكه بيسرٍ وطمأنينة.
فالسعودية استطاعت بفضل الله وقيادتها وشعبها تأمين نحو مليوني حاج في أماكن مختلفة لأداء النُسك في زمن لا يتجاوز بضع ساعات من الخدمات اللوجستية الفريدة، حيث أعدت أسطولا من القوى البشرية المدربة والمجهزة بأفضل الأجهزة الحديثة من آلية وتقنية أرضية وجوية. أمكنة جعلت من جميع الحجاج بأعراقهم ولغاتهم وأعمارهم متوحدين في خندق “لبيك اللهم لبيك”، فأصبحوا بذلك أمة واحدة، يتحدثون بلغةٍ واحدة، لغة التهليل والتكبير، ولسان حالهم يقول.. شكرًا لك يا رب العالمين على هذه النعمة.. شكرًا للسعودية أرضًا وقيادةً وشعبًا.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .