العدد 5719
الثلاثاء 11 يونيو 2024
banner
الحج ورعاية الحجيج
الثلاثاء 11 يونيو 2024

تستنهض المملكة العربية السعودية في هذه الأيام جهودها لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله، وتعمل جاهدة على تطوير منظوماتها ومؤسساتها من أجل تسيير هذه الرحلة الإيمانية المباركة وتخفيف أعبائها، وتوفير الأمان لهم بما يسهم في تسهيل عملية حركة الحجاج، بجانب نشر ثقافة التطوع لخدمة الحجاج من تطوع مؤسسي وأهلي وفردي، كل حسب اختصاصه وقدرته.
وتشهد الأماكن المقدسة تطورا مستمرا، وفي كل موسم يتم تقديم خدمات جديدة ومتطورة للحجاج تجعل أداءهم النُسك أكثر سهولة ويُسرًا، بفضل الله وبما توفره القيادة السعودية ومؤسساتها من الإمكانيات المتطورة في كل موسم حج، وهو تطور دائم يعكس اهتمام القيادة السعودية البالغ بموسم الحج منذُ قيامها وإلى اليوم، وإحداث جملة من التطور التقني والعمراني بالحرمين الشريفين.. هذا التطور الذي قلل كثيرًا من المشقة التي ترافق الحجاج والصعوبات التي يواجهونها، ومن يُتابع ذلك يرى أن هناك بونًا شاسعًا بين حج الأمس وحج اليوم. والزائر إلى الحرمين الشريفين يشهد بعينيه كيف تم تذليل صعوبات الأمس بفضل تقنية اليوم وتسخيرها لتكون عونًا للحجاج على أداء نسكهم والتفرغ لعبادتهم، وبذلك أصبح الحج ميسرًا وأداء النسك سلسًا.
وتستعد الحكومة السعودية ومؤسساتها لموسم الحج مباشرة بعد انتهاء الموسم الذي سبقه، بوضع الخطط ومراجعة إجراءات ومتابعات الموسم السابق وتطويرها لتكون أفضل للموسم المقبل. وهي خطط ومتابعات مستدامة تتفق مع “رؤية المملكة 2030م” لإحداث نقلة نوعية في الخدمات من إدارية ولوجستية وصحية وإرشادية ودينية وتقديمها بجودة عالية. وهذا ما جعل من تقديم خدمات الحج والعُمرة من أولويات العمل الحكومي السعودي لمختلف أعراق الزائرين بلا استثناء. وتحقق المبادرات التي تبتكرها الجهات السعودية المعنية بالحج نتائج عالية، بفضل تضافر الجهود وتقديمها على مستوى عال من الدقة والاحترافية والمهنية وبمعايير عالية للتنفيذ، حيث وظفت فيها كوادر بشرية بمؤهلات وخبرات متنوعة، فيعملون كفريق واحد وفق منظومة تعاونية متحدة لتقديم أقصى درجات الراحة والسلامة للحجاج. وفي كل عام تتجدد المبادرات وتتنوع وتتطور لرفع الكفاءة المهنية لمختلف الخدمات المقدمة للحجاج ولمقدميها من المؤسسات والأفراد من أجل تيسير هذه الفريضة وأدائها وتحقيق غايات الحج الروحية والإنسانية. والعالم كله يشهد هذا التطور ويُثمن جهود السعودية النابضة بالعزيمة والإيمان، وهذا فضل الله الذي شرف به هذه الأرض وأهلها لضيافة ورعاية الحجاج باختلاف لغاتهم وأعراقهم وألوانهم حتى يؤدوا مناسكهم بخطى متلحفة بالبياض الناصع بيسرٍ وسهولة، ثم يعودون إلى بلادهم وهُم في تمام الصحة والسعادة والسلامة.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .