العدد 5718
الإثنين 10 يونيو 2024
وماذا عن احتمالات “انقراض الإنسان”!
الإثنين 10 يونيو 2024

يكثر الحديث هذه الأيام عن التأثيرات الكارثية لأزمة المناخ العالمية على الحياة في الأرض، ومن بين أخطر تداعياتها الخطيرة الاتجاه الحتمي للقضاء على العديد من أصناف الحيوانات والنباتات والأشجار والطيور والقردة والبوم والأسماك والثدييات والبرمائيات والزواحف، وفقا لمؤشر الكوكب الحي، و(هو أداة مرجعية ينشرها الصندوق العالمي للطبيعة كل عامين). ووفقا لذات المرجع أنه وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1970 و2018، اختفى ما متوسطه 69 % من الحيوانات البرية، وأكثر من 41 ألف نوع من الحيوانات مهددة اليوم بالانقراض، هذا إضافة إلى اتساع مساحة التصحر في الغابات والقضاء على مساحات هائلة من الغطاء النباتي وزوال أنواع عديدة من النباتات والأشجار، وباختصار فإن الوضع البيئي منذر بتحولات مرعبة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات العاجلة على صعيد المجموعة البشرية لوقف هذا الزحف نحو العدم.
ولا نشك في جدية هذه التقارير باعتبارها “إنذارا مبكرا أو ورقة حمراء مرفوعة في وجه البشرية المفرطة في الاستهلاك والعبث بالبيئة، كما ندرك أن النظم البيئية المستدامة والتنوع البيولوجي والمناخ المستقر أهم العناصر الضرورية لضمان مستقبل الكرة الأرضية، لكن في الوقت الذي يزداد فيه القلق على وحيد القرن، والنمور وأنواع الثعالب والخنازير والدلافين والطيور والفيلة وحيوان الباندا المأسوف عليه، والسلاحف البرية والبحرية إلى آخر سلسلة الكائنات المثيرة للأحزان بسبب احتمالات الانقراض الذي يتهددها، فإنه لا أحد (تقريبا) يتحدث اليوم عن احتمالات انقراض الإنسان في ظل ما يخوضه من حروب وصراعات وما يواجهه من مخاطر الأوبئة والمجاعات والفقر ونقص الغذاء والمياه، واستنزاف الموارد، والمخاطر الجمة الناتجة عن التغيرات المناخية الهائلة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تسحقه وتجعله أكثر المهددين بالموت والانقراض، فالفقر والجوع والظلم الاجتماعي من أخطر مصادر التهديد للإنسان في الحاضر والمستقبل. وما يقتضيه كل ذلك من جهود لإنقاذ الإنسان بالنظر إلى الترابط الوثيق بينه والبيئة التي يحيا فيها، بحيث لا تقل هذه الجهود عما يبذل حاليا من أجل حماية أنواع الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .