أصبح الإفتاء ليس مقتصرا على أهل الخبرة والعلم، كل ما تحتاجه هو هاتف نقال به عدسة كاميرا وأنت جاهز الآن مباشرة لإلقاء كل الأفكار والتجارب غير المدروسة بالمرة عن طريق الهاتف الذي سيقوم مجانا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بإيصال رسالتك إلى ملايين الأشخاص، والذين بدورهم سيتناقلون معلومتك غير المدروسة، والتي لا يوجد لديها أي سند حقيقي، في محاولة منهم لنقل المعرفة، لكنها معرفة مزيفة ولا تمت للواقع بصلة! ولنكون أكثر صراحة في حديثنا مع ذواتنا ومناقشتنا هذه الظاهرة وحتى أرفع عنكم الحرج، فأختكم كاتبة هذا المقال كانت عرضة أيضا كغيرها للتضليل المعلوماتي، لكنني ولله الحمد كنت في نطاق تجارب الطبخ والمطبخ الحديث، ولم يتعد الأمر ذلك، لكن غيري وقع في تجارب مؤذية كخلطات البشرة غير العلمية، واستخدام الفيتامينات والأعشاب، حتى التقنيات المستخدمة في التكنولوجيا أصبح يشوبها الكثير من التضليل إذا ما كانت لشخص يبحث عن المتابعين فقط لا غير، ويكرر معلومات غير مدروسة في سبيل جمع أكبر عدد من المتابعين و”اللايكات” والمشاركة عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
إلى متى يبقى الحال هكذا، كنت أعتقد منذ 10 أعوام أنها طفرة وستنتهي إلى حيث لا رجعة، لكن اليوم أصبح الوضع خارجا عن السيطرة أمام هذا الكم الهائل من المعلومات غير الصحيحة، وغير المدروسة، لكننا أيضا لا نستطيع أن نعمم ذلك وسط وجود أشخاص حقيقيين يبحثون عن محتوى لائق ومعلومات حقيقية يقدمونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يبدو أنها ترسم لنا مستقبلا مغايرا عما كنا نتوقع.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية