العدد 5648
الإثنين 01 أبريل 2024
banner
“النحيس”
الإثنين 01 أبريل 2024

يظن بعض الناس أن ازدياد عدد السيارات السبب الوحيد في ظاهرة الزحام، والحقيقة أن من أسباب هذه الظاهرة السواق “المناحيس”، فسلوكيات بعض البشر تفاقم مشكلة الزحام، فالسائق النحيس - إذا جاز التعبير - إنسان يعتبر نفسه محور الكرة الأرضية، لا يتورع عن عمل ما يريد، من أجل إشباع “الأنا” المغرورة التي صنعها لنفسه، فهو يعتبر نفسه فوق الجميع، ولا تستغرب منه إذا وجدته يدخل المربع الأصفر بكل بساطة، ويخنق الجميع رغم أن مساره غير سالك، ولن يستفيد أي شيء جراء قطع الطرق السالكة للآخرين، بل سيساهم في تكوين الجلطات التي تحبس شريان المسارات السالكة الأخرى، وتعطل بقية مستخدمي الطريق لوجهاتهم المنشودة، ولا تستغرب إذا شاهدته يسلك المسار الأخير جهة اليسار، ثم قبل المخرج بأمتار قليلة يحاول الوصول إلى أقصى اليمين، وبطبيعة الحال سيكون ذلك عبر استخدام المكابح وتعطيل حركة المرور بشكل مباشر في المسار الأيسر السريع، ما قد يتسبب في حوادث جماعية لعدد من السائقين غير القادرين على التعامل مع هذه التصرفات غير المسؤولة ومعدومة الضمير، وأقل ذلك أن وقوفه المفاجئ ينسف الانسيابية المطلوبة في ساعات الذروة، وقد تشاهد كتلا من الزحام المروري الذي سبَّبه أمثال هؤلاء حتى تظن أن هناك حادثا، وما من حادث، إنما هو السائق النحيس، علاوة على الاستهتار والوقوف عند المحلات في حرم الطريق، وتعطيل بقية السيارات لشراء كوب شاي أو سلع أخرى، لذلك تجد هناك متلازمة زحام ترتبط بتواجد محلات شاي الكرك والبرادات، وفوق هذا إذا انشغل بالهاتف رفض أن تنبهه أو “تضرب له هرن” حتى يتحرك، فيناحس ويبالغ في تعطيل الشارع فيبطئ سيره ويعاقب الجميع، وإذا نصحه أحدهم قال مستهترا: “خذ رقمي وروح اشتك في المرور، عندك رقم أمام ورقم ورا” هذه قصتنا مع هؤلاء المناحيس، فـ “الأخلاق أخلاق صايع، والحق ضايع”.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية