العدد 5647
الأحد 31 مارس 2024
banner
مرة أخرى يتحول الشيخ إلى “ترند”
الأحد 31 مارس 2024

كتبت مرتين عن الشيخ الذي يورطه بعض الصحافيين في الرد على أسئلة تتم صياغتها بطريقة مقصودة للحصول على إجابة سيتم تسويقها بشكل مثير للجدل لتحقيق انتشار معين يريده الصحافي ويسعى من خلاله إلى خلق حالة من الجدل المجتمعي في عالم السوشال ميديا الخطير. في المرتين الماضيتين أشرت إلى ما تعرض له الشيخ من انتقادات هو في غنى عنها بسبب تعليقه على موضوع العلاقة بين الشاب والفتاة، وبسبب إنكاره النظرية النسبية لآينشتاين، ولم أكن أتوقع ولم أكن أتمنى أن يوقع الشيخ نفسه مرة ثالثة في شرك الترندات الخطير الذي لا يتناسب مع قدسية وجلال مشايخ الدين.
هذه المرة نشر على لسان الشيخ قوله إن الله يمكن أن يلغي “نار جهنم” يوم القيامة ويدخل جميع الناس الجنة، فالله قادر على كل شيء، ويمكن أن يكون استخدام النار في القرآن والسنة هدفه التخويف وضبط سلوكيات الناس! وكان لابد أن ينفتح باب جديد للجدل والتهكم بلا أدنى ضرورة يا مولانا! لأن ما نشر على لسان الشيخ سيؤدي إلى إدخال الناس في حالة من التشكك وسيخلق حالة من التجرؤ على رجال الدين وستنطلق آلاف الأسئلة التي ستسيء لرجال الدين، وأول سؤال سيوجه للشيخ الفاضل هو: إذا كان هناك احتمال لإلغاء النار يا مولانا الكريم، فما معنى قوله تعالى: “تبت يدا أبي لهب وتب.. ما أغنى عنه ماله وما كسب.. سيصلى نارا ذات لهب.. وامرأته حمالة الحطب.. في جيدها حبل من مسد”؟ أتمنى ألا أكتب مرة رابعة عن ترندات الشيخ التي تضر ولا تنفع وتأخذ من رصيد وهيبة رجال الدين، ولابد أن يقرر الرجل ما ينبغي أن يقال ويقرر ما ينفع الناس وليس ما يثير الجدل والترند. نحن في شهر رمضان الذي يتحدث فيه المشايخ عن التكافل والعطاء والروحانيات.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية