العدد 5626
الأحد 10 مارس 2024
banner
كلمة وزير الداخلية ثرية كالعادة
الأحد 10 مارس 2024

جاءت كلمة الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية أمام الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب ثرية كالعادة، وحملت مضامين غاية في الأهمية، ما يؤهل هذه الكلمة لأن تكون مرجعا للاستراتيجيات الأمنية العربية طويلة المدى لأنها تعبر بشكل واضح عن تغير مفهوم الأمن في العصر الذي نعيش فيه، ذلك المفهوم الذي بات متصلا بكل شيء في هذا العصر الذي يتسارع فيه كل شيء وتتطور فيه الأخطار والجرائم التي تستفيد من تطور وسائل هذا العصر، وتفرض على من يريد أن يتصدى لها أن يعتمد هو الآخر على هذا التطور بنفس الدرجة وأكثر، إلى جانب تأكيد الوزير أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تهدف إلى تقويض الأمن العربي من خلال ضرب الثوابت الوطنية والهوية الوطنية للشعوب العربية.
الأمن إذا كما جاء في كلمة معالي الوزير يرتبط بمفاهيم المواطنة والتعايش السلمي والهوية والانتماء، فتقوية هذه المفاهيم والتصدي لمحاولات الإضرار بها ينعكس إيجابا على المنظومة الأمنية في مواجهة أخطار الإرهاب والجريمة المنظمة والمخاطر العابرة للحدود التي تتبنى أجندات هدامة وتستفيد من وسائل الاتصال الحديثة في تخريب ثقافة الفرد والمجتمع، وتستخدم هذه الوسائل في الاستفراد بالفرد بعيدا عن الأسرة ككيان اجتماعي وبعيدا عن الدولة وتقوم بهز معتقداته وتخريب هويته. ما يريده وزير الداخلية في هذه الكلمة الثرية هو تقوية وصيانة هذه القيم وتعزيز الانتماء في نفوس الشباب وتحصينهم ضد هذا النوع الخطير من الغزو الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة ولا يحتاج إلى أسلحة وصواريخ لكي يحدث الهدم والتخريب المطلوب، وبالتالي لابد من تحصين الشباب ضد محاولات ضرب الهوية والانتماء كما يتم تطعيم الناس ضد الفيروسات، أما عن كيفية ذلك التحصين فهو عملية واسعة المجال ولها تفاصيلها وتحتاج إلى مساهمة جهات عديدة في الدولة الواحدة، وليست مهمة الأجهزة الأمنية وحدها.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية