لم يكن تأسيس وقيام وجاهزية قواتنا المسلحة الوطنية الباسلة كما نراقبها ونتابع تطورها المذهل وإنجازاتها الكبيرة التي تحققت منذ نشأتها عام 1968 والقيام بدورها الوطني في حماية المملكة وشعبها وحفظ أمنها القومي ونهضتها الحضارية الشاملة أمرا سهلا، فقد مرت هذه المؤسسة العسكرية العريقة بمحطات كثيرة ومراحل مدروسة من تدريب وتأهيل وتسليح وفق استراتيجيتها العسكرية الموضوعة لتعزيز هذا الدرع المنيع، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في وقتنا هذا من جاهزية قتالية وإدارية وفنية، وأصبحت تضاهي الجيوش الحديثة المتطورة.
الكثير من القادة العسكريين الكبار في العالم دائما يؤكدون أن الجيوش الحديثة لا تقاس بعدد منتسبيها والكثرة البشرية، إنما التقييم المعتمد يقاس بالولاء للوطن والاحترافية القتالية وفق أحدث أنظمة بناء الجيوش ونوعية الأسلحة والنظريات العسكرية الحديثة الناجحة، وعلى هذا النهج سارت قواتنا المسلحة باقتدار وكفاءة وفعالية، وذلك بجهود الأبطال من منتسبيها في شتى ميادين القتال وساحات الوغى التي شاركوا فيها وحققوا انتصارات تاريخية للوطن وشعبه وبطولات خالدة لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة الوطنية، وبذلك بلغت قواتنا المسلحة شأنا لا يستهان بحجمه ودوره الوطني المخلص. كل ذلك ما كان له أن يتحقق لولا الإشراف المباشر والرعاية والاهتمام من قبل المقام السامي لملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي بنيت على يديه الكريمتين اللبنات الأساسية الأولى لهذا الصرح العسكري الشامخ الذي يشار إليه بالبنان، والفخر والاعتزاز والمتابعة المستمرة من سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء، والدور الوطني المخلص للقائد العام لقوة دفاع البحرين وكبار القادة والضباط وضباط الصف وجنودنا البواسل، أولئك الأشداء على أعدائهم والرحماء فيما بينهم، هؤلاء الأبطال في كل قطاعات جيشنا الوطني محفورة في عقيدتهم العسكرية غيرة الأسود في الدفاع المستميت عن كل شبر من أرض المملكة وعن كل ما يسند إليهم خارجها من مهمات وطنية وعمليات قتالية ومساندة عسكرية ولوجستية وفنية.
لا يسعنا في هذا المقام ونحن نحتفل بقرب قدوم يوم الخامس من فبراير وذكرى مرور 56 عاما على قواتنا العسكرية إلا أن نقول إلى الأعلى دائما يا أسود المملكة. وعساكم عالقوة.

كاتب بحريني