تستمر مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد “الكريسماس” التي ظهرت في تاريخ القيصر الروماني القديم “يوليوس” باعتباره ثاني أكبر الأعياد عند معتنقي الديانة المسيحية على مستوى العالم، من ليلة الـ (25) من ديسمبر من كل سنة ميلادية عند مسيحيي الكنيسة الأرثوذكسية الغربية تحديداً، وحتى (7) يناير للعام التالي الذي تظل فيه مظاهر الزينة والاحتفال لمدة (13) يوماً، حيث يحتفل أتباع المذهب الكاثوليكي في الـ (6) من يناير، ويتبعهم في اليوم التالي – السابع من يناير - مسيحيو الكنائس الشرقية والأرمن لإقامة المراسم الاحتفالية البهيجة احتفاء بولادة سيدنا عيسى (ع) من كلِ عام، بما يتصاحب معه من مظاهر لزراعة أشجار الكريسماس وتعليق أعمدة الزينة ونصب الديكورات المعبرة في الشوارع العامة وأمام البيوت وعلى واجهات المتاجر والمحال التجارية ومداخل مراكز التسوق وعلى شرفات الفنادق، فضلاً عن إقامة المهرجانات الكبيرة وإطلاق الألعاب النارية ليلة رأس السنة التي تقدم أثناءها العروض الغنائية والمسرحيات الاستعراضية والوصلات الموسيقية المختلفة. يمثل احتفال “الكريسماس” عيداً دينياً، فيما يصطبغ احتفال عيد رأس السنة الميلادية بمظهره الاجتماعي، واللذان يتزامنان بفارق بسيط، ما يجعل من الاحتفال بينهما متواصلاً لفرصة تبادل الهدايا ورسائل المعايدة التي تحمل في طياتها البهجة والسرور تحت أضواء شجرة عيد الميلاد “الصنوبرية” الخضراء، حيث يرتبط كل جزء منها برمزية معينة تشير فيها الشجرة للحياة وإضاءتها بالشموع لمولده المبارك (ع)، والنجمة لمكان ولادته الشريفة في بيت لحم بفلسطين، ويأتي الجرس للخروف الضال الذي يحمل البشارة والفرحة، وأما الربطة فتأكيداً على روح الأخوة، وعكازة الراعي بطوقه الإكليلي تعبيراً عن الحب الإلهي الخالد، فيما يرمز الحذاء للمحبة والتكافل، وصولاً إلى ما ينتسب إليه “بابا نويل” لقداسة (نيكولاوس) في عمله الدؤوب على مساعدة المحتاجين.
نافلة:
تبدو احتفالية ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم (ع) والمشاركة في فعالياتها من المقاصد الاجتماعية والدينية والوطنية المعتدة شرعاً وعرفاً، ما لم تتضمن عقائد مخالفة للإسلام وفق دور الإفتاء؛ لما لها من دور مؤثر في التذكير بعظم أنعم الخالق المتعال في وتيرة تداول الأزمنة وتجدد الأعوام والترويح عن النفس وتبادل التهاني.. وMerry Christmas للجميع.
*كاتب وأكاديمي بحريني