في خضم تدني المستوى الاقتصادي العالمي وأزمة الوظائف في العالم بأسره، لا تزال مؤسسات حكومية تعمل جاهدة على موازنة الأسواق من خلال تدريب الباحثين عن عمل على ما يحتاجه السوق، وفي البحرين تعمل هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية وبالتنسيق مع وزارة العمل على جذب الشباب البحريني العاطل عن العمل للتسجيل في برنامج تنمية الكوادر التقنية، لما له من أثر في تطوير مهاراتهم وجعلهم مناسبين لمتطلبات السوق المحلية بمعايير دولية متفق عليها، الجميل في مثل هذه البرامج التي تصقل المهارات أنها أيضا تشكل لبنة حقيقية لاستقلال مادي بحاجة له الشباب، فبالإضافة إلى الشهادات التدريبية الاحترافية المعتمدة التي يحصل عليها المتدربون، فهم أيضا يتحصلون على راتب شهري وفرص توظيف حقيقية في كل مؤسسات الدولة، وهي بذور خير لطالما تطلعنا إليها لحصدها في المستقبل القريب.

إننا جميعا نطالب الهيئات والوزارات ومؤسسات المجتمع بإعطاء الشباب فرصة، لكن الإشكال يقع عندما تكون الفرصة موجودة لكن قصورا حقيقيا يلف بها يمنع صاحبها من اللحاق بها، كأن يكون قصورا إعلاميا أو دعائيا حول تلك الفرص المطروحة للشباب البحريني، ومن منبر الكلمة أدعو جميع الطلبة والطالبات الخريجين المستوفين لشروط البرنامج للتسجيل به، خصوصا أن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية مددت فرصة التسجيل إلى 15 يناير من العام المقبل. أؤمن دوما بأن البرامج المهنية التدريبية وحتى الأكاديمية تفتح الأفق على ما هو جديد، فمنذ بداية عامنا هذا تحصل ثمانون متدربا تم قبولهم في أول دفعة من برنامج تنمية الكوادر التقنية على عدد لا بأس به من الشهادات التخصصية في المجال التقني، فضلاً عن الدورات الأكاديمية بالشراكة مع معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية (BIBF)، والتي سيستمر تقديمها حتى مارس 2024، فلنقتنص الفرصة ونصنع مستقبلا أفضل لحاضرنا، يا شباب المستقبل.