إذا كانت عيون العالم بمسؤوليه وإعلامه قد ركزت على الفعاليات الرسمية لقمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انعقدت مؤخرًا في دولة قطر الشقيقة، فقد كانت هناك أجواء ونقاشات أخوية وودية أخرى ـ بعيدًا عن العيون والأقلام ـ تجلَّت في الخيمة الوضاءة بنقاشات الإعلاميين الموجودين لتغطية أحداث وفعاليات القمة، وقد شاهدت خلال وجودي كم كانت سعادة وحفاوة الإخوة الإعلاميين القطريين بمشاركة وفد مملكة البحرين برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في أعمال القمة، وكم انبرت الأصوات وتزاحمت الآراء المتفائلة بمستقبل منظومة العمل الخليجي المشترك والتكامل الأخوي بين دول المجلس عموما وبين مملكة البحرين ودولة قطر خصوصا.
ولهذا لم يكن من المستغرب أن يكون لمملكة البحرين نصيب في البيان الختامي لأعمال القمة من حيث إدانة الهجوم الإرهابي الغادر الذي نفذته الميليشيات الحوثية، واستهدف قوة الواجب المشاركة من قوة دفاع البحرين بعمليات إعادة الأمل المرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وأسفر عن استشهاد عددٍ من جنودها البواسل وإصابة آخرين، وكذلك ترحيب إعلان الدوحة باستضافة مملكة البحرين لاجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في مارس 2023.
والتنسيق بين قيادتي البحرين وقطر يتواصل أمس من خلال الاتصال الذي جرى بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، الذي تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وإذا كان الهم العربي قد تصدر النقاش والبحث، وأعني هنا الحرب الإسرائيلية المتوحشة ضد أبناء قطاع غزة، إلا أنني لاحظت مدى الفرحة الإعلامية القطرية البحرينية بالاهتمام الشديد والرغبة الكبيرة من قيادتي البلدين لدفع التعاون الثنائي خطوات نوعية كبرى تعود بالكثير من الخير والنماء على شعبيهما الشقيقين، والأمل في أن يرى النور أحد أهم هذه المشروعات إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وهو مشروع جسر البحرين - قطر الذي يربط بين البلدين، بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على الإعلان عنه لأول مرة، والاتفاق على أن إنجاز هذا المشروع الإستراتيجي سيكون نقلة فارقة في الروابط المتينة والتاريخية بين المواطنين في البلدين، وتعميق التقارب وتسهيل السفر فيما بينهما ودفع مسيرتهما التنموية.