العدد 5520
السبت 25 نوفمبر 2023
banner
حكاية أغنية عالمية فلسطينية
السبت 25 نوفمبر 2023

من منا نحن أبناء الأجيال العربية الأربعة الذين وُلدوا تباعاً مع كل حرب من حروب فلسطين النظامية الأربعة، 1948 و1956 و1967 و1973، لم تحرك مشاعره أغاني الزهو الوطني والقومي التي رافقت تلك الحروب، سواءً الشعبية منها أم الموجهة رسمياً، ومثلها أغاني المقاومة الفلسطينية التي برزت بُعيد النكسة، وشارك في أدائها فنانون وفرق غنائية من فلسطين ومصر ولبنان والعراق والخليج والمغرب العربي. لكن من منا نحن أبناء كل جيل من أجيال تلك الحروب الأربعة لم يشعر بغصة لو عنَّ له ترديد واحدةٍ من تلك الأغاني ليحس بانعدام مذاق روحها في حنجرته مع كل انكسار جديد تمر به القضية الفلسطينية. لكنك حين تجد العالم كله يتعاطف مع هذه القضية وهي في أحلك ظروفها كارثية، كما هو الحال لما يُرتكب بحق أهالي القطاع من مجازر على أيدي جنود الاحتلال، وحيث تجد مشاعر كل العالم تتفاعل مع أغنية كتبها فلسطيني من أبناء “عرب 48” فإنها لابد أن تحرك مشاعرك أيضا لتبعث وتُحيي فيك الأمل مجدداً. وهكذا كانت قصة ابن الناصرة جورج توتري مع أغنية “Leve Palestine” - تحيا فلسطين - التي كتبها باللغة السويدية، وحظيت بانتشار عالمي غير مسبوق في عواصم ومدن العالم منذ بدء العدوان قبل شهر ونصف، حتى أن توتري نفسه لم يحلم بأن تحظى أغنيته بهذا الانتشار العالمي عندما أسس فرقة “الكوفية” السويدية الموسيقية أواسط سبعينيات القرن الماضي غداة هبة “يوم الأرض” التي نُظمت وانطلقت من مدينته الناصرة احتجاجاً على مصادرة السلطات الإسرائيلية أراضي عرب 48، فإلى سنوات قليلة خلت كانت هذه الأغنية تُحارب ويُتهم صاحبها بمعاداة السامية على نحو ما جرى في يوم العمال العالمي 2019 حينما غنتها شبيبة حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي في مسيرة احتفالية بذلك اليوم، ما حدا برئيس الوزراء القيادي في الحزب ستيفان لوفين بوصفهم بالمعادين للسامية، داعياً إلى حظرها. في حين اعترف التلفزيون السويدي مؤخراً بأنه خلال ثلاثة أسابيع فقط وُظفت الأغنية على أكثر من 60 ألف مقطع فيديو TikTok في العالم، وانتشرت على مواقع 66 ألف مقطع يوتيوب متبوع بالعلم الفلسطيني.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .