استضافت اللجنة الثقافية بنادي العروبة في أمسية ثقافية أدبية وتاريخية الكاتب والناقد الأكاديمي والأدبي والثقافي د. نادر كاظم، في قراءة لكتابه الجديد “من تاتا إلى البحرين سيرة البانيان في البحرين”، بمكتبة مهدي التاجر التي غصت بحضورٍ كثيف، وهو كتاب سرد فيه الكاتب تاريخ وجود البانيان في البحرين وفي أقطار الخليج العربي، مُعرجًا على أصولهم ونشأتهم وتاريخ رحلاتهم إلى معظم بلدان العالم، حيث مارسوا التجارة والمعاملات المالية من قروض وائتمان في تلك البلدان، ومنها أقطار الخليج العربي، وبالذات في تصدير الرز إلى البحرين واستيراد اللؤلؤ منها وبيعه في مختلف أقطار العالم، وقد برزت في هذه العلاقات والمعاملات براعة البانيان في العمل التجاري والإداري والاقتصادي وكوسطاء تجاريين.
البانيان ــ ويعني التاجر ــ اسم يتردد كثيرًا في البحرين، وفي كل أقطار الخليج العربي، ومازالت هذه الفئة تعيش بيننا، ووضعت بصماتها في مختلف نواحي الحياة في بلادنا وأقطار الخليج العربي، وقد تعرفنا من خلال هذه المحاضرة وباطلاعنا على هذا الكتاب القَيِم على تاريخ هذه الجماعة ونشأتها وأصلها وما يتعلق بشؤون دياناتها، فتاريخ البانيان في البحرين تاريخ طويل ومُتشعب ويحتوي على الكثير من الأحداث التاريخية والجغرافية والاقتصادية والمهنية، وقد بدأ مع عام 1943م بواسطة التجار البانيان بتبادلهم السلع بين البحرين والهند، خصوصا الرز الهندي واللؤلؤ البحريني، مرورًا بالمرافئ والموانئ المتواجدة على سواحل الخليج العربي، ويذكر الكاتب أن البانيان كانوا يُمولون تجار اللؤلؤ بالأموال لرحلة الغوص ثم يقبضونها بكميات من اللؤلؤ الذي يبيعونه في أماكن متفرقة من العالم، وكذلك يقومون باستلام ودائع الأفراد للاحتفاظ بها، وأنهُم تبرعوا لبناء مستشفى “فكتوريا”، وقاموا بتأسيس المدرسة الهندية لتعليم أبناء البانيان فيها.
ولم يُمارس البانيان الذين يختلفون عن البحرينيين في أصلهم ولغتهم ودينهم ولباسهم وعاداتهم التجارة فقط مع تجار البحرين، بل كانت لهم إسهامات مهنية أخرى كالطب والعمل الإداري والفني في مرافق البلاد، ويحتوي الكتاب على معلومات كثيرة عن العلاقات التي كانت مدماكًا لتدشين علاقة دائمة ومستدامة بين الهند والبحرين في جميع المسارات.
كاتب وتربوي بحريني