يشعر معلّمو المرحلة الثانوية بمدارس وزارة التربية والتعليم بالغبن الشديد وعدم العدالة، فقد فوجئ هؤلاء المعلمون بأنّ الدوام المدرسيّ لمعلمي المرحلة الثانوية يزيد على دوام المرحلتين الإعدادية والابتدائية بفترة تصل إلى “ساعة وربع”.
كان نظام تمديد الدوام المدرسيّ يعوض عنه ماديا، لكن التعويض توقف مع بداية الجائحة دون أي تفسير من الوزارة، ورغم كثرة الاستفسارات والمقالات المطالبة بإعادة التعويض لمعلمي المرحلة الثانوية باعتباره حقا أصيلا لهم، إلا أن وزارة التربية والتعليم ولأسباب غير مفهومة لم تستجب لمناشدات المعلمين للأسف البالغ. لسنا بحاجة للتذكير بحجم الأعباء التي ينهض بها معلمو التعليم الثانوي كنصاب التدريس والواجبات التي تكاد تكون مضاعفة عما هو عليه في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، إضافة إلى عدد المراقبات في الامتحانات النهائية النظرية والعملية، ناهيك عن التصحيح وإجراءات التقويم في لجان ومراكز التصحيح، وباتفاق الجميع أنها أعمال مرهقة جدا.
إنّ أقصى ما يتمناه معلمو المرحلة الثانوية من الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم هو إعادة النظر في أوضاعهم انطلاقا من مبدأ تحقيق العدالة للجميع، وإمكانية منحهم تعويضا ماديا مناسبا مقابل زيادة الدوام المدرسيّ. أمّا المعضلة الأكبر التي تؤرق هؤلاء المعلمين هو نصاب التدريس الذي يسبب لهم الإرهاق ويكاد يصبح عائقا أمامهم لتأدية الواجبات والمهمات المنوطة بهم على أتم وجه، وهم يأملون أن تجد مناشدتهم آذانا صاغية من القائمين على التعليم وأخذها بعين الاعتبار.
ويبقى أن نذكر بأنّ معلمي المرحلة الثانوية هم الأشد معاناة من معلمي المرحلتين نظرا لكون الطلبة في سنّ المراهقة وما يكتنف هذه المرحلة من صعوبات كمخالفة كثيرين منهم الأنظمة والقواعد، وبالتالي فإنّ مهمة المعلم هنا جسيمة ومضاعفة للغاية. الأشدّ معاناة كما يصف لي معلم بالتعليم الثانوي أنّ فئة من الطلبة لا يشعرون بالرغبة في التعليم، وأنهم مكرهون على الدراسة، والمؤلم أنّ كرههم يمتد إلى المعلم. إنّ المطلوب إزاء هذا الوضع هو تقدير حجم الأعباء التي تقع على معلمي المرحلة الثانوية والعمل على إنصافهم وتخفيف الأعباء عنهم.
كاتب وتربوي بحريني