منذ شهور طويلة وأحداث العالم تمضي على إيقاع رتيب واحد لا يستجد عليها غير المعروف عنها، ولا يطرأ عليها حدث جديد ذو أهمية، ولنكتفي هنا بالإشارة إلى أربعة أحداث تتبادل موقع الصدارة في هذه الأخبار.
الأول: يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، فلا نكاد نلحظ تحولاً حاسماً في هذه الحرب منذ اندلاعها في فبراير 2022، فهي ما فتئت تراوح مكانها بين كر وفر بين طرفيها الروسي والأوكراني، لمحاولة ضم مناطق جديدة من قِبل الجانب الروسي، تقابلها محاولة الطرف الأوكراني تحرير أراض جديدة ضمها الأول، ويتخلل ذلك هجوم متبادل بالمسيرات أكثرها تطال المنشآت المدنية، وأنباء عن دعم مالي أو عسكري أميركي أو أوروبي جديد لكييف، دون أن يلوح في الأفق ما يؤذن بنهاية قريبة لهذه الحرب. 
الحدث الثاني: يتعلق بالحرب الداخلية السودانية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقائد قوات التدخل السريع محمد دقلو، فمنذ اندلاع المعارك في أبريل الماضي وحتى اللحظة لم يحدث تطور يشير بحسمها لصالح أي من الطرفين، سوى المزيد من الدمار والقتلى والمشردين دون بارقة أمل تلوح لانتهاء هذا الكابوس الجاثم على الشعب السوداني.
الحدث الثالث: يتعلق بأزمة انقلاب النيجر الذي قام به الجنرال عبدالرحمن تياني على الرئيس الشرعي للبلاد أحمد بازوم، فهذه الأزمة ما فتئت أيضاً تراوح مكانها، ولا يغير من الحال ما أعلنه الاتحاد الأفريقي مؤخراً عن تعليق عضوية النيجر في الاتحاد، إذ مازال تياني يرفض التنازل عن السلطة للرئيس بازوم، فيما بدا حماس “إيكواس” للتدخل العسكري يتبخر، في مواجهة ضغوط محلية ودولية تحذر من عواقبه، فيما المواقف الدولية منقسمة بين رأي يشجع الإيكواس على التدخل العسكري تتبناه فرنسا، ورأي يدعو إلى حل سياسي ونبذ التدخل العسكري تتبناه الصين والجزائر. 
الحدث الرابع: يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على مدن وقرى الضفة الغربية وغزة، فضلاً عن اعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب، والاعتقالات بحق الشبان الفلسطينيين المقاومين لتلك الاعتداءات، فقد أضحت – للأسف - أخبارا روتينية، ولا شيء ينبئ عن تخلي إسرائيل عن هذه السياسات أو ما يرغمها بذلك في ظل تفرج المجتمع الدولي، ولتظل القضية الفلسطينية بذلك تراوح مكانها، بل وتسير من سيئ إلى أسوأ.
* كاتب بحريني