كرم مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة الروائي والسيناريست والمترجم القدير أمين صالح، وبهذه المناسبة أصدر المهرجان كتابا من إعداد عبدالوهاب العريض بعنوان “أمين صالح.. التحديقة الواعية” وهو عبارة عن مقالات وآراء أصدقاء وزملاء صالح.
بكل حب وصدق نقول إن أستاذنا أمين صالح يستحق هذا التكريم، فهو أخذ من كل كراسات السينما باتجاهاتها المختلفة، ويستحيل أن تتحدث في البحرين عن السينما قبل أن تتحدث عن أمين صالح، عن الإبداع الفني المتكامل والأفكار والمشاعر العميقة، وذلك الانفجار الذي يطوي بين جناحيه حصيلة المعرفة ويضيف إلى الفن الشيء الجديد. تعلمنا من أمين صالح كمهتمين بالسينما النقد الفعال الذي يسعى إلى شرح التعقيد البالغ عن طريق توضيح التقنيات والصور وعلاقات الزمان والمكان والشخصية، واستفدنا كثيرا من كتبه ودراساته النقدية وأصبح بلا منازع دليلنا الأساسي لمشاهدة الأفلام. 
أمين صالح يتفرد بتأثير ساحر في النقد السينمائي، ونقده يعتبر بالنسبة لي جديدا وغير مألوف ودارج، ويخلق تأثيرات عجيبة مثل التي نراها في اللوحات العظيمة لبيكاسو أو رامبرانت أو براك، وإذا كان الممثل البولندي دانييل اولبريخسكي الحاصل على الأوسكار والنخلة الذهبية من مهرجان “كان” قال ذات يوم: “لا أريد أن أكون قدوة لأحد” فإن أمين صالح لا يشبهه أحد، وله الفضل الأكبر في وصول النقد السينمائي على أصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة، بشاعرية صافية ولمسة جمالية بحرينية.. إنه الأب المباشر للنقد السينمائي في المنطقة والعالم العربي. 
يقول أمين صالح عن أحد دوافعه إلى الكتابة السينمائية: “تحريض المتفرج على مشاهدة الأفلام من زوايا أخرى، من منظور آخر، من مستويات معرفية مختلفة، بحيث يصبح المتفرج متفاعلا بشكل إيجابي وليس متلقيا سلبيا يستهلك ما يعرض عليه دونما استجواب واستنطاق، أو ربما كان الدافع تمرينا شخصيا على التحليل والنقد، وكمحفز لفهم المطروح من مفاهيم، ورؤى ونظريات، يتراءى لي أن كل من يعشق السينما ويشغف بها، مشاهدة وممارسة، تنتابه الرغبة في الكتابة عنها، عن أفلامها أو مخرجيها أو ممثليها”.
كاتب بحريني