أهلا بكم في الشرق الجديد، شرق الحريات بامتياز، قد تكون هذه السنة هي الأخيرة للدفعات القادمة من الغرب المتقدم “على حسب تعبير البعض”، فلم أر الغرب متقدما سوى في التفسخ الأخلاقي ومنع الفطرة السليمة وسيادة اللون الأبيض على سائر ألوان البشر، ولا أعلم لماذا ادعينا الكذبة وصدقناها، بل وانبهرنا بها أيضا!
في بلداننا العربية حيث تسود عقدة الخواجة، فتكون للأجنبي من الدول الأوروبية وأميركا الأفضلية دوما في مناصب الخبير والاستشاري وصاحب الخطط، وإن اخترنا من دمائنا العربية فيقع الاختيار على من “يعوج لسانه ويرطن” باللغة الإنجليزية، ويا حبذا إن كان يحمل أية شهادة من أية جامعة تقع في أوروبا أو أميركا، وإن كان لا يفقه شيئا يكفي أنه خريج زقاق فريج أو شارع من تلك الدول!
الغرب إلى انهيار لا محالة، مفسدة أخلاقية من الطراز الأول، دعوات لإنهاء العرق البشري عن طريق التزاوج المثلي، لا حقوق للمرأة، لا حقوق للطفل، انتهاك الخصوصيات، تفكيك الأسر، لذا يجب أن نكون مستعدين في القريب العاجل لاستقبال المهاجرين من تلك الدول، الذين حتما سيفرون من مقبرة الغرب باتجاه الشرق! أهلا بكم في الشرق الجديد، حيث حرية الأديان تمارس، حقوق المرأة واجبة، حقوق الطفل مصانة، كيان الأسرة محفوظ، أهلا بكم بعالم جديد يدار من قبل فريقين نخبويين، فريق كامل الإيمان بمنظومة أخلاقية عقائدية وإن اختلفت الأديان، وفريق بلا إيمان أو عقائد أو أديان، إنه الطريق الأكيد نحو اختيار أي الفريقين تكون، وأيهما تختار لك ولمستقبل البشرية.
كاتبة وأكاديمية بحرينية