بعد عام دراسي مليء بالتحديات التربوية والتعليمية نال المجدون ثمار تعبهم، وحصدوا ما تمنوا من النجاح، ثمارهم اليانعة أثلجت قلوب أُسرهِم ومُعلميهم ومعلماتهم، ونالت مدارسهم العامة والخاصة بهم فخرا ورِفعة بنجاحهم، فقد تعلموا واجتهدوا، ووفرت لهم أُسرهم المناخ الدراسي الذي مكنهم من تحقيق ما يصبون إليه من نجاح.

لقد بذل الجميع جُهده في ذلك، وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس والمعلمات والمعلمون الذين هُم عماد التربية والتعليم، وأولياء الأمور، فكل من هؤلاء أدى دوره وأجاده بإتقان، فالوزارة التي وجهت ونظمت العملية التربوية والتعليمية، والمدرسة التي أدارتها بما يتناسب مع الأهداف التي وضعتها الوزارة، والمعلمون الذين هُم محور العملية التعليمية وأساس إنجاح عملية التعليم والتعلم، والعاملون بكل جد ومثابرة على تنمية مهارات الطلبة العقلية واكتشاف مهاراتهم، أدوا رسالتهم بكل اقتدار.

وها هي جرائدنا المحلية يوما بعد آخر تنشرُ على صفحاتها صور الطلبة الذين حققوا النجاح في هذا العام الدراسي، صورا تزينت بآيات من التبريكات والتهاني، صفحات يومية تراها أعيننا وتبتهج بها قلوبنا، فجميع الناجحين هُم أبناؤنا وبناتنا، أبناء وبنات البحرين، فخر البحرين ومجدها وسعدها. نسب مئوية عالية للنجاح نتاج رفع المستوى التحصيلي والمثابرة والاجتهاد.

إن النجاح الذي حققه أبناء البحرين في جميع مراحلهم التعليمية ومدارسهم هو من أجل البحرين، وتنميتها ورخائها ونمائها. وها هي الجامعات العامة والخاصة قد شرعت بفتح أبوابها لاستقبال طلبات الالتحاق بها وبمختلف التخصصات. لذا، لابد أن يختار الطلبة التخصص العِلمي الذي تحتاجه البحرين ليكون زادًا لتنميتها، وأداة لمستقبلهم الوظيفي.

ولأجل ذلك على وزارة التربية والتعليم ضرورة التعاون مع وزارات الدولة الأخرى في تحديد أهم التخصصات العِلمية والعملية التي تحتاجها البحرين حاليًا ومستقبلا، ليكون البحريني هو المسؤول الأول عن تنمية بلاده والمشارك الأساسي بتطويرها، وحتى يكون البحريني هو الركيزة الأساسية للتنمية والبناء الذي تنشده البحرين وبما يُحقق أهداف التنمية الوطنية المستدامة.

نزف للبحرين التهنئة بما حققه طلبتها من نجاح وتقدير، ونهنئ الطلبة ومدارسهم، ونهنئ جميع الأسر التي عززت مسيرة أبنائها التعليمية.

* كاتب وتربوي بحريني