هناك أشخاص تقابلهم منذ اللحظة الأولى وتنشئ معهم علاقات وصداقات لا تنسى، ومن هؤلاء سعادة السيد بيوش سريفاستافا سفير جمهورية الهند الصديقة لدى مملكة البحرين، الذى سيغادرنا قريبًا بعد انتهاء فترة عمله وسعادته غني عن التعريف، فقد كان يشغل منصب السكرتير المشترك /‏ رئيس القسم الشمالي في وزارة الشؤون الخارجية في نيودلهي وانضم إلى السلك الدبلوماسي الهندي في عام 1998 وبدأ حياته الدبلوماسية في سفارة الهند ببرلين وتنقّل في العديد من المناصب المهمة، وحرص منذ وصوله إلى البلاد في 28 يوليو 2020 على التواصل مع القيادة والمسؤولين ورجال الأعمال والتجار ومختلف أطياف المجتمع البحريني والهندي، مما أكسبه احترام وحب الناس، لما يملكه من تواضع وحسٍّ إنساني وإلمام في مختلف المواضيع وكان فخورًا بالعمل سفيرًا لبلاده في مملكة البحرين ويشيد بمملكة البحرين وقيادتها ممثلة بملك البلاد المعظّم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ودورهم في تعزيز علاقات الصداقة والروابط الوثيقة في مختلف المجالات بين البلدين الصديقين والتي تعود إلى فترات ماضية راسخة منذ أمد طويل وهى نابعة من حرص قيادتي البلدين على تعزيزها والوصول بها إلى أعلى المستويات لصالح الشعبين ورقيهما، إذ تجمعهما العديد من الروابط المشتركة؛ لذا حرص سعادته على التواصل الاجتماعي الذي يتماشى مع علاقات الصداقة التاريخية المتميزة بين البلدين في مختلف الأوقات والمناسبات.
سعادته ملمّ بالعلاقات التاريخية بين الهند والبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث قال: إنها علاقات تعود إلى آلاف السنين وصاغتها أجيال من المسافرين عبروا بحر العرب منذ قرون، وإن الهند تعتز بعلاقاتها الوثيقة مع دول مجلس التعاون التي تستضيف جالية هندية كبيرة تصل إلى نحو 10 ملايين، وإن هذه العلاقات في مسار تصاعدي مستمر بكافة مجالات التعاون، وإن مملكة البحرين تستضيف أكثر من 350 ألف هندي، يعيشون بحرية وأمان وسلام بفضل سياسات المملكة القائمة على التسامح الديني والتعايش السلمي وحرية المعتقد، ومجتمعها منفتح ومضياف، ونهجها الرائد في تعزيز التعايش، الذي ساهم في تواجد العديد من العائلات الهندية التي تمتلك وتدير أعمالاً ناجحة ومنهم عائلات استقرت منذ أكثر من قرنين من الزمن ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية في “معبد شريناثجي” في مدينة المنامة والذي يبلغ عمره أكثر من 200 عام.
نتمنى لسعادته التوفيق والنجاح في مواقعه المقبلة ونشكره على جهوده الملموسة وإشادته بما لمسه وشاهده في مملكة البحرين من محبة خاصة واهتمام وتعاون من القيادة الحكيمة والمواطنين نحو جمهورية الهند الصديقة.