العدد 5350
الخميس 08 يونيو 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
حوارات مع الصديق (3): لماذا ينتهي؟
الخميس 08 يونيو 2023

سألني الصديق: لماذا ينتهي الحب بداخلنا رغم كلّ الهالة التي يكتسيها في بداياته الأولى؟ قلت: قد ينتهي الحب أو يتراجع وقد يتخذ شكلا مختلفا، وعندما يحدث ذلك لا يبقى لنا سوى الخواء الذي قد يصيبنا، لكن وفي غمرة الحزن والضيق، هناك دوما فسحة جديدة من الأمل، فسحة لحب جديد وحياة جديدة، قد لا نراها لحظة الوجع، فهناك دوما صباح جديد، نفيق فيه ونحن أحرار تماما أو جزئيا، ونبدأ نستعيد حريتنا التي فقدناها مع سكرة الحب! قال: هنالك قناعة بأنه لا يمكن أن يكون الحب إلا كمقدمة للزواج، ولا يمكن لـ “الزواج” إلا أن يتم على أساس من الحب، والذي بدونه لا معنى له فإذا انتهي الأول ينتهي الثاني؟ قلت: الحب في تقديري هو الصمغ الذي يضمن استمرار العلاقة من الود والشوق والسلام، لكن الحقيقة التي تؤكدها الدراسات ويعزز وجودها الواقع أن العديد من البيوت المفتوحة تخلو أو تكاد من الحب أو ما يشبه الحب، حتى إن كانت في البداية قد بنيت على ما يعتقد أنه “حب”، فتلك البيوت تبقى قائمة لأسباب اجتماعية – اقتصادية - وبيولوجية وعائلية، وتستمر كذلك إلى نهاية العمر أحيانا، حتى إن اختفى الحب أثناء الرحلة، ويكون استمرارها شكليا من أجل استمرار الواجهة الاجتماعية، ومع ذلك فالإنسان قد يقضي عمره كاملا وهو يبحث عن الحب الذي قد يجده مطلقا، حتى إن تزوج أكثر من مرة، فالبشر بطبائعهم الإنسانية المتقلبة، وأوضاعهم المتبدلة، يتغيرون كل يوم، وقد يسعدون بالتغير في المجالات المعيشية اليومية، لكنهم يتحملونه بصعوبة بالغة في مجال العواطف والمشاعر، ولكن الهروب من مواجهة هذه الحالة لا يستمر طويلا، إذ تنشأ حالة من البرود قاسية، خصوصا عندما يكون أحد الطرفين مضطرا للإبقاء على العلاقة كمجرد نوع من الالتزام العائلي أو الأخلاقي أو الديني، ويكون الحب قد طويت صفحته. لذلك قد تنشأ حالة نفسية مريرة قد تفقد بعضا من الناس صوابهم، وقد تنتهي بالانتحار النفسي أو الفعلي.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية