تعتبر سلامة العاملين بمختلف مجالات العمل ظاهرة صحية تستهدف حماية العاملين من مؤثرات ومخاطر العمل وظروفه، وتوفير الأنظمة المتعلقة بذلك، وضرورة حث جميع العاملين على الالتزام بها وبالإرشادات التي تحميهم من الحوادث والأمراض المهنية الناجمة عنها.

إن توفير وسائل الصحة والسلامة في أماكن العمل يهدف إلى تعزيز سلامة العاملين وصحتهم وحماية بيئة العمل الإنتاجية، فسلامة العاملين جزء تنفيذي للاستراتيجية الوطنية للصحة في أي مجتمع، والتي تتمثل في تعزيز صحة العاملين ورفاهيتهم لحمايتهم من المخاطر والأمراض التي تهددهم في مواقع عملهم.

إن تأهيل المختصين بالصحة والسلامة المهنية من أولويات المؤسسات العامة والخاصة، بجانب تطبيق وتوفير الأنظمة والقوانين الخاصة بالصحة والسلامة المهنية وتطويرها، وتهيئة المكان اللائق للعمل، وهذا يحقق ظروفا من الراحة والإنصاف والكرامة الإنسانية، وتوافر الاستقرار والأمن في العمل، ما ينعكس إيجابًا على أداء العاملين.

تتعدد المخاطر المهنية التي يتعرض لها العاملون في أماكن العمل، منها المخاطر (الكيميائية، الفيزيائية، البيولوجية، النفسية، البدنية)، والتي تؤدي إلى الأمراض المهنية، وجميعها تتطلب الوقاية وتجنب الإصابة بها أثناء العمل وعدم الاستهانة بها، باعتبار هذه المخاطر مصدرا حقيقيا للخطر على العاملين.

وتهتم مملكة البحرين بتحقيق السلامة والصحة للعاملين في بيئة العمل، وتسعى لتعزيز الوعي اللازم بأهمية ذلك، وتُشجع جميع العاملين على الحفاظ على سلامتهم وصحتهم، مع توفير سُبل الوقاية المُمكنة من الإصابات والأمراض، واتخاذ الإجراءات التي تضمن توفير بيئة عمل لائقة وصحية وآمنة بما يساهم في رفع الإنتاجية للعاملين والارتقاء بمستوى السلامة والصحة بمواقع العمل المختلفة. وتعد صحة العاملين من القضايا التي تهم جميع دول العالم، حيث تترتب عليها العديد من الآثار والأبعاد الاقتصادية والمجتمعية والتنموية. ولتحقيق هذا الهدف لابد من تحقيق الشراكة بين الجهات المعنية في الدولة والقطاع الخاص بتنوعاته لدعم الأهداف المُعززة لصحة العاملين من خلال توفير أماكن عمل صحية وجعلها بيئة عمل إنتاجية واجتماعية ونفسية وداعمة للحياة الصحية.

* كاتب وتربوي بحريني