تزخر الصحافة البحرينية بتاريخ حافل وعقودٍ من السنين، فمع نشأة أول صحيفة بحرينية في 1939م حتى 1944م، وهي صحيفة أسبوعية باسم “البحرين” تلتها مجموعة أخرى من الصُحف مثل (صوت البحرين، القافلة، الوطن، الميزان) وغيرها من الصُحف التي تصدر بلغة عربية رصينة، وتعمل بموارد مادية محدودة، وكانت منبرًا وطنيًا وقوميًا لبث الوعي القومي بين أهل البحرين، ومازالت الكلمة البحرينية والأقلام البحرينية بمختلف الموضوعات تنشد الحق، حيث صقلتهم تقاليد الالتحام الاجتماعي والعمل السياسي الراسخ.
وتجذرت الصحافة البحرينية في الفضاء البحريني وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ البحرين العريق، هذه الصحافة التي أرست قواعدها في سماء الفكر والتنوير والأدب والثقافة حتى أضحت مدرسة عريقة ينهل من رحيقها كُل أعلام الصحافة والأدب، حيث كان الرواد الأوائل (عبدالله الزايد، محمود المردي، حسن الجشي، علي سيار، تقي البحارنة، عبدالله المدني) وغيرهم من الذين وضعوا أسس الصحافة البحرينية واجتهدوا في بناء مجد إعلامي كان له الدور الشامخ في بناء وتنمية المجتمع البحريني.
وتعتبر الصحافة في أي مجتمع حلقة اتصال بين المواطن والدولة والمجتمع، فهي ترصد ما يحدث في المجتمع من مختلف الأنشطة والفعاليات، ولها دور بيَّن في إثراء الحركة الفكرية والثقافية في المجتمع، وتعزيز القِيم الوطنية، وبث الوعي القومي. وفي منتصف الستينات حتى السبعينات ظهرت عدد من الجرائد (الأضواء الأسبوعية، أخبار الخليج، أضواء الخليج، مجلة صدى الأسبوع) والتي تعتبر علامات بارزة في تاريخ الصحافة البحرينية، ما شجع الكثير من الأقلام الوطنية على الكتابة فيها بمختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والأدبية.
ويتيح تعدد الصحف والتزامها السياسي والفكري والثقافي للقارئ الخيار لانتقاء ما يناسبه، بل والاطلاع على ما يناسب رؤيته وفكره وتوجهه، فلكل صحيفة خطها وفكرها الذي تنهجه لغرس أرضيتها في مجال المجتمع الصحافي، ولأهمية الصحافة وتاريخها الوطني حددت البحرين يوم السابع من مايو من كل عام يومًا للصحافة البحرينية لتحتفل بالصحافة وروادها وكتابها، ولإضفاء الثناء والتقدير للكوادر الصحافية والإعلامية وما يبذلونه من جهود مُثمرة كأداة لتنوير الرأي العام بما هو نافع لهم ولبلادهم.

* كاتب وتربوي بحريني