العدد 5316
الجمعة 05 مايو 2023
banner
وفاة مصطفى درويش
الجمعة 05 مايو 2023

“أنا مقبلش أبدا أكون أداة للحرب ضد ديني ولو الثمن هيكون ايه”، مات في الأول من مايو الجاري صاحب هذه الكلمات، الفنان مصطفى درويش، وهي الكلمات التي جلبت لهذا الشاب تعاطفًا ملموسًا بين أوساط الناس، وكان قد قالها في سياق تبرير انسحابه عن المشاركة في أحد الأفلام التي كتبها أحد الحاقدين على الإسلام ممن يعملون بكل همة ونشاط لإثارة الجدل والتشكيك في ثوابت وشعائر الدين وارتداء ثوب الثقافة والعلمانية.
ورغم أنه ـ رحمه الله ـ لم يكن من بين فناني الصفوة ولا حتى من المعروفين، وعمره الفني بضع سنوات فقط، إلا أن الحزن على رحيله كان لافتًا، ربما لصغر سنه (43 عامًا)، ولموته المفاجئ دون سابق إنذار أو مرض، إضافة إلى الصورة الإيجابية التي انطبعت عنه لدى الجمهور، حيث لم ير منه الناس إلا أداءً ملتزمًا ومنضبطًا وأعمالاً غير خادشة للحياء في الأعمال الفنية القليلة التي شارك فيها، وكانت له فيها بصمة وترك فيها أثرًا طيبًا وعالقًا لدى الجمهور.
المفارقة في وفاة الفنان مصطفى درويش أنه شارك عام 2021 في مسلسل “إلا أنا.. ويبقى الأثر”، وبأحداثه تم الإعلان عن وفاته المفاجئة، من قبل شقيقه في المسلسل، عبر موقع فيسبوك، في طريقة هي ذاتها التي حدثت في الواقع، إذ جاء إعلان خبر وفاته الحقيقية من خلال شقيقه هاني درويش، وعبر موقع فيسبوك وبشكل مفاجئ أيضًا.
نادرًا ما نجد مثل هذا التعاطف مع غالبية الراحلين ممن يعملون بمجال الفن عمومًا بسبب ما ترسخ من انطباع لدى الناس عن حياة هؤلاء ومدى انغماسها في ممارسات وسلوكيات بعيدة عنهم، ولا تمثل السواد الأعظم منهم، فضلاً عن أداء أدوار حملت الكثير من المفاسد والشرور للمجتمعات وصدرت الكثير من القيم والمفاهيم السلبية التي تناقض ما يسير عليه وما يأمله الناس وينشدونه من قيم وتقاليد، وما يرجونه من هؤلاء بأن يكونوا حماة ودعاة لها لا محاربين وهادمين.
كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية