من أغرب ما سمعت في وسائل الإعلام في شهر رمضان أو في غيره، فتوى من شيخ كبير (أستاذ للفقه المقارن بجامعة الأزهر)، هذه الفتوى أذيعت على إحدى الفضائيات المعروفة، ثم أعيد نشرها بالصحف وإلى جوارها صورة الشيخ الأزهري الكبير، تحت عنوان: الشيخ فلان يحذر من رقص الزوجة لزوجها في نهار رمضان، وقال الشيخ إن هذين الزوجين لديهما متسع من الوقت بالليل لهذه الأمور!
أليس غريبا أن يكون شيخ أزهري بهذه الدرجة من العلم والمكانة طرفا في برنامج تلفزيوني كهذا؟
صحيح أن الشيخ قال ما قاله في سياق الرد على سؤال بهذا الشأن ولم يكن في إطار إلقاء درس من جهته تحت هذا العنوان، لكن كان عليه أن يدرك أن هذا السؤال - وغيره من الأسئلة المشابهة - له غاية غير نبيلة، وأن الهدف منه في رمضان أو في غيره تحقيق نسبة مشاهدة أو قراءة أعلى لتحقيق الفائدة لمن يقوم بنشر الخبر ومن يقوم باستخدام ذلك في بث إعلانات تعود عليه بالنفع المادي. في رأيي المتواضع إن مثل هذه الأسئلة التي توجه لرجال الدين على الفضائيات أو غيرها تكون بمثابة أفخاخ تنصب لهم، ويكون هدفها تحقيق المنفعة المادية لمن يصنعونها دون عائد مفيد على المجتمع ودون مراعاة منهم لوقار الشيخ ومكانته.
صحيح أن الشيخ أبدى تحفظه على الرقص بشكل عام من قبل الزوجة لزوجها وقال إن العلاقة الزوجية يجب أن تكون أسمى من ذلك، لكن كان من الأجدر أن يتحفظ على طرح السؤال نفسه في وسيلة إعلامية واسعة الانتشار وألا يقع في أفخاخ المتنطعين.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية