يقول زعيم الاستقلال الهندي والفيلسوف الراحل مهاتما غاندي في عبارة مشهورة له: “الأمل شيء جيد والأشياء الجيدة لا تموت أبدًا”، ومنها بنيت الكثير من العبارات التحفيزية التي تركز على الدعوة لفهم الحياة وصناعتها، لكنني كباحثة في هذا المجال لا أرى ذلك إلا نوعًا من أنواع المسكنات لكل من يبحث عن حياة متجددة دون وعي بكيفية صناعة الأشياء الجيدة التي تبهج الحياة وتلونها، وهي يمكن أن تكون استراتيجية سهلة من جانب، لكنها صعبة من جوانب عدة.. والأسباب من وجهة نظري في ذلك كثيرة، منها ما تؤكد عليه عبارة غاندي التي تحمل دعوة صريحة للتحلي بالأمل في كل شيء، فلا يمكننا أن نتوقع البداية الفعلية لكل شيء مهما وضعنا من خطط، ولا يمكننا أن نعرف النهاية التي نريدها، خصوصا أن الخبرات والتجارب باختلافها تؤثر في البشر بشكل كبير وهي أساس قوي لتعزيز سبل التعامل والتعايش بين البشر، فما الذي يقصده من الأمل؟
بإمكاننا أن نتخيل ما الذي يحصل لنا ونحن نتطلع إلى أمر يستبعد حصوله، حيث يغمرنا الرجاء بقوة الدافع والإرادة سعيًا نحو تحقيق أفضل النتائج، فنبقى نتأمل حصولها.. لذلك فإن الإرادة تعادل الأمل كما أنها تعادل قوة الدافع، ومن هنا نأتي للتفسير العلمي في ذلك الشيء الجيد، لأنه تفسير لتقنية توجيه الطاقة نحو الهدف، وبالتالي حياة لا تموت طالما أنها تعج بكل تلك المقومات لأعظم استراتيجية في الحياة.
من هنا أقف عند فلسفة الأمر لكي نبتعد عن الألم والحزن النابع عن قلة الصبر والاستبصار، وذلك بالطبع يختلف حسب مستوى التركيز واتجاهه، خصوصا أن تلك الأمور قد تعطل حياة الكثيرين وتصرفهم عن ممارسة تلك التقنية باحترافية تامة، والتي كما يبدو عليها الأمر حالة طبيعية يعيشها غالبية البشر الذين يتمتعون بمقومات عالية وطاقة حماسية متجددة، ومن هنا أدعو لتقليل القلق والتوتر جراء تأخر حصولنا على النتائج المرجوة كاملة أو ناقصة، لأن الأمل حالة صحية يجب أن تلازمنا طوال حياتنا، كما يجدر بنا الانتباه بأن الحياة لا تتوقف أمام عمر محدد، بل إنها مستمرة وعلينا الاستمرار معها وبمقومات صحية بعيدة عن تلك المشوشات التي ذكرناها، وهذه دعوة لكل من يبتعد عن الحياة وصناعتها بمجرد أن يشعر باكتمال أهدافه وإنجازاته بأن يعود مجددًا لصناعة الأمل.. فالحياة لا تموت.
* كاتبة بحرينية