ليس فقط لكونها تضم أقدم مدن وقرى البحرين ولكن لدورها الوطني والتاريخي على مر العصور، هكذا هي محافظة العاصمة الأخت الكبرى لمحافظات المملكة وأقدمهن تاريخاً وأكبرهن عمرا وكثافة سكانية وعمرانية، كما أنها وجهة البحرين السياحية والاقتصادية والحضارية، إلي جانب ما تشغله من مكانة وطبيعة خاصة لدورها المحوري من حيث شمولها عاصمة سياسية للمملكة.

إن المكانة المتميزة والرائدة التي تحتلها محافظة العاصمة لم تنسيها أيضا دورها الإستراتيجي والفريد في تحقيق الأهداف التي تاسست من أجلها، والمتمثلة في القيام بكافة المهام المنوط بها لتلبية احتياجات مواطني وأهالي ومقيمي المحافظة، علاوة على كونها جسراً للتواصل والتنسيق والتعاون بين كافة الجهات الرسمية والمواطنين، إضافة إلى اسهاماتها المتنوعة في توفير ما تطلبه روافد التنمية بالمملكة.
محافظة العاصمة، والتي يوافق هذا العام مرور خمسة وعشرون عاماً على تأسيسها، شهدت ولادتها الأولى في عهد الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه-، وذلك بموجب القرار الأميري لسنة 1997م بتأسيس محافظة العاصمة، وتعيين معالي الدكتور الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة محافظا لها وتكون مدة تعيينه أربع سنوات. حيث كان الشيخ عبدالعزيز قد تولى عدة مناصب قيادية رفيعة منها: رئيساً لجهاز الأمن العام ، ومستشاراً لرئيس الوزراء للشئون الأمنية، ووزيراً للدولة لشؤون الوزراء.

ومع صدور الدستور المعدل لسنة ٢..٣م ت، فقد تم تعديل قانون المحافظات وتطويره ليتماشى ومبادىء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، حيث أصدر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم - حفظه الله ورعاه -، أمرا ملكيا بتعيين معالي الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة محافظاً لمحافظة العاصمة، حيث استمر معاليه في المنصب الرفيع لفترتين متتاليتين امتدت كل منها لأربع سنوات، وقد عين معاليه بعدها سفيراً لمملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية
وفي عام ٢٠١١م، صدر المرسوم الملكي بتعيين معالى الشيخ هشام بن عبدالرحمن بن محمد آل خليفة محافظاً لمحافظة العاصمة وتكون مدة تعيينه أربع سنوات، إلا أنه تم التجديد لمعاليه لثلاث فترات متتالية، وفي عام ٢٠٢١م تم تعيينه في منصب وكيلاً لوزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة.
وقد صدر المرسوم الملكي بتعيين معالي الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة محافظاً لمحافظة العاصمة عام ٢٠٢٢م، حيث كان معاليه يشغل منصب سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية سابقا 
ولعل من أهم الإنجازات التي شهدتها المحافظة، مثالاً وليس حصراُ، العدد الهائل من المشروعات الضخمة أبرزها: إزالة المخالفات عن البيوت العشوائية، والعاصمة الخضراء، وأجمل تزيين للمباني، ومسابقة تصوير الفرحة في العيد الوطني، والمهرجان السنوي بمناسبة احتفالات البلاد بالاعياد الوطنية، ومنتدى أسبوع لريادة الأعمال، واعتماد منظمة الصحة العالمية لمنطقة أم الحصم كأول منطقة صحية في البحرين، كل ذلك دون التطرق بالحديث للزيارات الخارجية في إطار الشراكة الاستراتيجية والتعاون الاقتصادي والاستثماري والتي ساهمت في إحداث نقلة نوعية منذ إنشاء نظام المحافظات بالبحرين والتي جرت عام ١٩٩٧م إلى مدينتي شنجن وهانغتشو في جمهوريتي الصين الشعبية، وسنغافورة على الترتيب.
وقد لمست أثناء شرف تعييني ممثلاً عن الأهالي بالمجلس التنسيقي لمحافظة العاصمة في الفترة (٢٠١٤ - ٢٠١٩م) الدور المحوري التي تؤديه المحافظة في تحقيق رؤى وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه ورعاه في التنمية الحضارية الشاملة وتعزيز الشراكة المجتمعية والولاء للوطن والقيادة الرشيدة
كما لمست أيضا أن المجلس التنسيقي أنجز الكثير من الموضوعات المختلفة خلال اجتماعاته الدورية بالتنسيق والتعاون مع المسئولين وممثلي الوزارات والأجهزة الحكومية في تلبية احتياجات الأهالي والعمل على تحقيق تطلعاتهم وفق الرؤية الشاملة للمملكة لخدمة وتلبية إحتياجات المواطنين والمقيمين في محافظ العاصمة 
وبهذه المناسبة الوطنية التاريخية، أتقدم بأطيب التهاني والتمنيات إلي مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، كما أهنيء الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية.