العدد 5122
الأحد 23 أكتوبر 2022
banner
تصنيف أكاديمي فوق سطح البحر
الأحد 23 أكتوبر 2022

على متن الباخرة كوين إليزابيث الثانية وفوق سطح مياه الخليج العربي الهادئة بالتحديد بدولة الإمارات العربية المتحدة انعقد مؤخرا المؤتمر العربي لتصنيف الجامعات العربية الذي حضرته وفود من أكثر من ١٧٠ جامعة عربية وإفريقية، وكان لمؤسسة “ كيو اس “ العالمية التواجد كمنظم مشارك ، تماما مثلما كان لي ولرئيس الجامعة الأهلية شرف تمثيل جامعتنا الفتية، حتى نقف بأقدام ثابتة على آخر المستجدات التي تحيط بعملية التصنيف الأكاديمي وكيفية منح التقديرات والتزكات، علاوة على الوقوف بدقة أمام الهرم التراتبي للجامعات العربية ومدى قدرتها على حصد المكانة اللائقة بها، وتلك التي تؤكد بلوغها أهم منصات جودة التعليم، بالإضافة إلى وضعها البحثي في مضامير المشكلات المجتمعية ووسائل علاجها.
 لقد أثبتت الجامعات البحرينية أنها أهل للمكانة التي اعتلتها بين الجامعات العربية خاصة أن تصنيفا أصبح محتلا لموقع يبشر بالخير ، ويفرض احتراما إقليميا ودوليا لها، تماما مثلما يعضدد تلك التنافسية المحمودة بين جامعاتنا والجامعات المشاركة في التصنيف.
بعيدا عن الأرقام أو الإحصاءات ، وعن المراتب التي خرجت بها جامعاتنا من التصنيف الاخير، إلا أن المؤشرات جميعها تؤكد مقدار التحقق الذي حظيت به جامعاتنا الخاصة، وأن هذا التحقق ما كان له أن يجد مكانا تحت شمس التألق العلمي والأكاديمي من دون أن يكون للدولة دور في تجسير الهوة مع هذه الجامعات وردم الفجوات معها ومنحها الاستقلالية كمشغل حصري وترك عملية الإشراف والرقابة لمجلس التعليم العالي الذي لم يألُ جهدا في سبيل منح الحريات لهذه الجامعات لكي تتحرك بأريحية أكثر وبمسئولية أكبر ، وبحدود تستطيع معها التفرغ الكامل لتطوير العملية التعليمية وعلاج الاختلالات التي فرضتها مراحل معينة كان فيها الفكر الشمولي مهيمنا، والسيطرة الحكومية على التعليم هي القاسم المشترك الأعظم في تلك العملية برمتها.
 ومن حسن الطالع أن الجامعة الأهلية تصل دائما في الوقت المناسب مستفيدة من خبرتها الطويلة التي تجاوز عقدين من الزمان، في سبيل أن يكون لديها ذلك العدد من البحوث العلمية المعتبرة، وتلك الآليات التي مكنتها من حصد تراتبية مرتفعة على صعيد جودة التعليم، بالاضافة طبعا إلى دورها في إعادة تشكيل الأسبقية بحصولها على الاعتمادية الأكاديمية التي تؤهلها مباشرة إلى قبول الطلبة من الدول الشقيقة المجاورة من دون أي تلكؤ أو تأجيل او اعتبارات غير أكاديمية. ولعل في التصنيف الأكاديمي المتقدم الذي حظيت به الجامعة الأهلية خلال السنوات الماضية وصولا للحاضر الراهن ما يشير إلى أن العملية التعليمية في البحرين تواصل مسيرتها المباركة، وتؤكد مكانتها الاقليمية المتميزة، لتصبح مملكة البحرين بحق بوسطن الخليج والمنطقة بعون الله، حيث إن ذلك ليس علينا بكثير خاصة في ظل الدعم اللامحدود من قائدنا راعي العلم والتعليم مليكنا المعظم، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله وسدد على طريق الإنجاز خطاهم، إنه سميع مجيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .