العدد 5115
الأحد 16 أكتوبر 2022
banner
الجامعات الخاصة... دعوة للتصنيف المعتبر
الأحد 16 أكتوبر 2022

ليست ورشة عمل تعيد إلزام ما يلزم، أو شحذاً للهمم ذلك الدور الذي يلعبه مجلس التعليم العالي لربط الأحزمة استعداداً للإقلاع نحو التصنيفات العالمية المعتبرة، لكنها ضرورة حتمية بعد أن تبوأت جامعاتنا الخاصة مواقع رفيعة في مضامير الجودة، والاعتمادية الأكاديمية، والتصنيف الإقليمي والأممي.
لعلها من محاسن الاختيارات أن تتم دعوتي مع جامعاتنا الحكومية والخاصة من قبل الأمانة العامة لمجلس التعليم العالي. هي ورشة عمل شاركنا فيها جميعاً جامعات خاصة وحكومية، حيث لا فرق ولا مساحات خلاء ولا مسافات متباعدة بين مجلس التعليم العالي وجميع جامعاتنا، بل وجميع المنضوين تحت مظلتها، هي حالة كان لزاماً علينا المشاركة في مداولاتها مع مؤسسة كيو إس العالمية للتصنيف الأكاديمي؛ حتى تتمكن جامعاتنا من الوقوف بدقة على المتطلبات المرعية والقياسات التقديرية والاعتبارات المعترف بها حتى تتمكن مؤسساتنا التعليمية العالية من الانخراط أكثر فأكثر في عملية التقييم والتصنيف الأكاديمي الدولي، هو ما يضعها في موقعها الطبيعي الطليعي الذي تبحث عنه بين الأمم، وتتطلع إليه حتى يكون لها مكانتها ووضعيتها التي تلائم ما حققته بعد استكمال المنظومة المؤسسية للتعليم العالي، مجلس التعليم العالي، هيئة جودة التعليم والتدريب، الاستقلالية بفضل المجلس عن وزارة التربية، ومنح الجامعات الخاصة صفة مشغل، والمجلس العالي للتعليم دور المراقب والمتابع والمشرف على القطاع. 
ورشة العمل التي كان لي شرف المشاركة مع زملائي الأساتذة الأكاديميين خرجنا منها ونحن على قناعة تامة بأن التصنيف الأممي ضرورة حتمية، وأن الوفاء بمتطلباته والعمل على التأكد من الوصول إلى معاييره وتحقيقها على أكمل وجه، جعلني والإخوة المشاركين على قدم وساق أمام التحدي، وأن نسابق الزمن من أجل أن يكون لنا اليد العليا في إحراز التقدم المنشود الذي يضع جامعاتنا في مصافّ الجامعات العالمية المرموقة، ويجعلنا أكثر قدرة من ذي قبل على تدويل جامعاتنا بجذب الطلبة من جميع أنحاء العالم، هو بالتحديد ما تسعي إليه الجامعة الأهلية منذ تأسيسها قبل أكثر من 21 سنة، حيث تحقق لها هذا الهدف جزئياً بضم العشرات من الطلبة الفرنسيين بالتعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية مرموقة، جعلت من التبادل الطلابي لدينا رسالة أخرى أكسبت الجامعة الأهلية بعداً حضارياً وعلمياً وإنسانياً يتجاوز الحدود الجغرافية، وينطلق نحو آفاق جديدة ملؤها الإيمان بالعالمية العلمية، توطيناً للتكنولوجيا، وتأكيداً على استيعابها، ووصولاً للهدف الأسمى بأن تصبح جامعة العالم الوطنية، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية