• محمد البنا: اطمع برضا الله وأن أترك لأولادي ميراث يفتخرون به

قال الخطاط البحريني محمد عبدالشافي البنا لـ"البلاد" إنه بدأ أخيراً كتابة المصحف الشريف، كأول نسخة قرآنية تكتب من قبل خطاط بحريني، موضحاً بأنها رحلة ايمانية ستستغرق منه فترة لن تقل عن ثلاثة أعوام ونصف.

وأشار البنا بأن كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن المعروف إن المصحف الشريف له مكانة مقدسـة في نفوس المسلمين، لهذا فقد لقي رعاية بالغة منهم عبر التاريخ من ناحية الشكل والخط والتزيين ومواد الكتابة وفنـون التجليد.

وأضاف" كتابة القرآن يحتاج إلى مجهود كبير وعزيمة قوية وقواعد صارمة وترتيبات خاصة، حيث يبدأ الخطاط باختيار نوع الورق ونوع الأحبار والأقلام وعمل تدريبات أولية لهذا العمل الشاق والذي يمتد على مدار ثلاثة سنوات ونصف وهي الفترة الزمنية المعروفة لدى الخطاطين لإنجاز هذا العمل الكبير".

وزاد" كتابة نسخة من المصحف هي أمنية عظيمة عند كل خطاط وشرف ما بعده شرف وفخر وعزة ونصر ولذلك نجد الخطاط يكتب في الصفحة الأولى نال شرف كتابته الخطاط فلان".

وتابع البنا" بالرغم من تقدم التكنولوجيا الحديثة في عصرنا المعاصر إلا إن القرآن الكريم مازال يكتب بخط اليد وسيظل إلى ما شاء الله، وكل مرحلة من الزمن يبعث الله جيل جديد من الخطاطين يأخذون على عاتقهم مسؤولية كتابة المصحف بخط جميل ورشيق والدليل على ذلك أن كل المصاحف المتداولة الآن في جميع أنحاء العالم هي لخطاطين معاصري".

ويقول" مثل مصحف السعودية لعثمان طه، ومصحف العراق لعباس البغدادي ثم روضان بهية، ومصحف فلسطين لساهر الكعبي، ومصحف الكويت ومصحف مصر لمحمد سعد الحداد، ومصحف سوريا لأحمد الباري ثم أدهم فادي الجعفري".

ويردف" وغيرهم الكثير من الذين تتداول مصاحفهم الآن في أيدي الناس وهم يعشون بينهم، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الحكيم (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )".

وقال البنا" إن المصحف الشريف يكتب بعـدة روايات مختلفة مثل رواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع ورواية شعبة عن عاصم ورواية قالون عن نافع ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري وغيرها كما أنه يقرأ أيضا بهذه الروايات، وسأكتب نسختي برواية حفص عن عاصم وهي الرواية الأشهر في العالم العربي".

وتابع" اطمع من وراء هذا العمل رضا الله سبحانه وتعالى، وأن أترك لأولادي وأحفادي ذكرى طيبة وميراث يفتخرون به وهو المصحف المكتوب بخط يدي".