الفكر المتحجر هو وليد تعليم تلقيني لا يبعث على الخلق والإبداع، وكم مرة نشعر بخيبة أمل ومرارة جراء عقليات مصابة بعقم مزمن ترفض التلاؤم مع العصر والمنطق والاندماج فيه، والشيء الغريب هو تخلف أسماء كنا نعتقد أنها من أصحاب الفكر المستنير، ليس تخلفا فحسب، إنما قد غشي على أعينهم الهوى فأصبحوا يرون الأشياء مقنًّعة لا يستطيعون النفاذ إليها إلا من زاوية نظرتهم الضبابية “الإخوانية وغيرها” وما تمليه عليهم من تعصب وتحجر.
لطالما كانت مملكة البحرين أرض التعايش بين الأديان والتسامح والأخوة والمحبة، والجميع يعيش على هذه الأرض الطيبة كأسرة واحدة متحابة متعاضدة، وكما ذكرنا من قبل “ان جوهر السلام هو التنوع الذي لا يحدد لغة أو لونا أو ثقافة أو عرقا أو طائفة أو دينا، فكل الإنسانية تنصهر في بوتقة واحدة، وهي القاعدة الأولى والأهم في ازدهار واحة الشعوب قاطبة”، لكن كيف يقتنع أصحاب الفكر المتحجر بهذه الحقيقة وهم كمن يسافر في بحار الحياة الهائجة من دون نور أو بوصلة.. كيف نقنعهم أن القوة الخلاقة والرابطة في الكون هي قوة السلام التي تقود إلى الخير والحق والمحبة، وما لم تتوفر هذه القوة فلن تتحقق نهضة حقيقية في أي مجتمع كان.
للأسف هناك شخصيات تثرثر بكلام غبي في وسائل التواصل الاجتماعي، تخالف المحبة والرحمة والسلام، تعليقات فارغة ممزقة، تائهة ومشوهة وتفتقد أبسط قواعد الإنسانية، وكل ما ينشر يجعلنا ندور حول نقطة معينة ونطرح سؤالا مهما وهو.. ماذا يريد هؤلاء وتحت أي منظور تدخل آراؤهم وتوجهاتهم، لماذا يسيرون في الاتجاه المعاكس ويتخذون طابع الابتعاد عن الواقع، بل حتى العداء لهذا الواقع؟!
كلمة أخيرة.. مجتمعنا المتحاب والمنفتح على الآخر مسلح بما فيه الكفاية لمواجهة كل أصحاب الفكر المتحجر ووضعهم في حجمهم الحقيقي باعتبارهم يمثلون كل ما هو متخلف وانعزالي في واقعنا.