أصدر سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أمرا ملكيا بشأن تحديد ميعاد الانتخاب والترشيح لعضوية مجلس النواب، وذلك يوم السبت 12 نوفمبر المقبل، ومرة أخرى نتساءل.. هل سينظر الناخب إلى المرشح نظرة عقلية وبشكل أكثر عمقا من النسق القديم القائم على “الشكل والعبادة في المساجد واللغة المستخدمة في المجالس”، فالأمر الذي أستطيع أن أؤكده هو أن مواقف كثيرة راسخة في أذهاننا عن قيام عدد من المواطنين باختيار المرشحين كما يفرض المدرس على التلميذ تمرينات أو واجبات، وهو منطق غريب وغير مقبول للمعنى الحقيقي الذي ينبثق فيه الواجب.
في هذا الوقت.. ما هو مطلوب أن يكون هناك صوت واحد لا تعلو عليه أصوات أخرى، وهو صوت العقل واختيار أصحاب الكفاءة والخبرة والابتعاد عن أصحاب الشعوذات الكلامية العقيمة والمراوغين والانتهازيين الذين يسعون خلف مصالحهم الشخصية، وهم معروفون في هذه المرحلة المبكرة ومن السهل اكتشافهم نصا وتمثيلا ومن يصمم الديكور لهم أيضا. لست متعصبا لمنهج أو نظرية، لكن من لا يعرف بوابات العالم السبع ولم يقرأ كتابا واحدا وعديم الخبرات والتجارب.. كيف له أن يكون نائبا وممثلا عن الشعب! هذا هو السؤال الذي ينبض بالحركة ويكسب ما نطرحه ثوبا زاهيا.
هناك من سيترشح بدافع سحر المال الذي يطغى على كل شيء، وعلى الناخب أن يرتقي إلى مرتبة الذكاء والفطنة والابتعاد عن مصيدة هؤلاء الذين سيغطون العيوب والمساوئ بثرثرة فارغة عن المستقبل، وسيعنى هؤلاء كذلك بإقامة الولائم والاستعراضات “كما فعل أحدهم قبل سنوات ومع الأسف نجح”، لكنه لم يقدم أي شيء يذكر للمواطن، بل حتى أنه لم يفتح مجلسه طوال أربع سنوات، ولم يستقبل أي أحد من أهل الدائرة.
تذكر عزيزي الناخب.. ان مجلس النواب يستمد قوته من اختيارك، فأنت وحدك من يملك القرار الحاسم للنجاح.