إن تأسيس قواعد جديدة وفعالة للانطلاق والتطور وبما يتماشى مع رؤية البحرين 2030 يستلزم شبكة طرق حديثة، وذلك لما لها من دور أساسي وحيوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويفترض من الجهات المعنية إعداد دراسات دورية عن تصميم الطرق، خصوصا الطرق الثانوية التي تعاني من سوء التخطيط وتحتاج إلى إعادة النظر، وأتصور أن تقاطع كوبري وزارة العمل ونظام إشارته السيئ أكبر دليل على أننا لا نزال نفضل المعالجة السطحية المؤقتة على الحل الجذري الدائم، وجميع أهل البحرين دون استثناء مروا تحت هذا الكوبري وعانوا من الازدحام و”اللخبطة” في نظام الإشارة الضوئية، واليوم ازداد الوضع سوءا مع بداية العام الدراسي، وقد تناولنا هذه القضية في عمود الجمعة الماضي وتفاعل معه عدد كبير من المواطنين.
لكن الأمر الذي يتعدى الحيرة والدهشة بكل المعايير والأوزان، هو عدم تحرك الجهات المعنية لإيجاد حل مناسب وتطوير هذا التقاطع، رغم معرفتها بالمشكلة وطرحها في الصحافة عدة مرات، وكأن تصميم مسار الطريق أصبح نهائيا ولا مجال إطلاقا لتطويره وتوسعته، أو حتى إغلاق جزء منه لتحقيق هدف أساسي وهو معرفة المشكلة وما الذي يعيق الحركة المرورية، وبالتالي وضع الحلول في حدود معطيات الواقع واتخاذ ما يلزم من إجراءات، أما ترك هذا المشروع الضخم بعيوبه بدون فلسفة عملية واضحة وتخطيط حسب الاحتياجات المطلوبة، فيعد مؤشرا على عدم الاهتمام بالمشروعات المستقبلية المعتمدة، خصوصا أن شوارع البحرين وبنظرة سريعة سنكتشف أنها لم تعد تتحمل الزيادة الرهيبة والمقلقة في عدد السيارات، وهي قضية أخرى تحتاج إلى قدر هائل من التفكير ولا نعرف توقعات المستقبل.
في تصوري نحن بحاجة إلى خريطة فكرية للمستقبل فيما يتعلق بتصميم الشوارع والطرق، لأن الوضع الراهن لا يتناسب أبدا مع رؤيتنا لـ 2030.. هناك شيء مفقود ومن شروط نظرتنا للمستقبل.