العدد 5017
الأحد 10 يوليو 2022
banner
عيد أضحى مبارك
الأحد 10 يوليو 2022

يحل علينا عيد الأضحى المبارك هذه الأيام والبلاد تنعم بالأمن والأمان، بالأمل في مستقبل باهر مشرق بإذن الله، في أيام أجمل لم نعشها بعد، في أحوال أوثق مع المتغيرات التي شئنا أم أبينا أصبحت حقيقة واقعة، وأصبح لزامًا علينا التكيف معها، والتعامل مع مختلف أطرافها والنأي بأنفسها من أبشع تداعياتها.
هكذا يعلمنا العلم كيف نتواكب مع ضرورات الحياة، كيف نعول على أنفسنا أكثر مما نعتمد فيه على الآخرين، قلناها مرارًا وتكرارًا إن طفرة النفط لن تدوم وأن استثمار الفوائض من أجل مصلحة الأجيال القادمة سوف يخلق لنا واقعًا جديدًا مفعمًا بالأمل لكل شاب غض، لكل نبت طالع، ولكل “دابة أنت آخذ يارب بناصيتها”.
قلناها إن البناء على ما فات مهم، لكن الاستثمار في الاستدامة أهم، وقلناها التركيز على الإنتاج ضرورة، ولكن الاستثمار في القيمة المضافة للاقتصاد أمر حتمي، وقلناها أن الآخرين لن يصبروا علينا كثيرًا، حيث السباق محموم في دنيا العلوم والفنون والآداب والتنافسية مازالت غير متكافئة بيننا وبين الذين تقدموا علينا في إيجاد حلول لمشكلات كونية معقدة، وفي إحالات تكنولوجية لم يسبق لها مثيل، وفي متغيرات وتحورات وتحولات دولية لابد من درء أخطارها ومنع تمددها، قلناها إن وطننا الغالي البحرين بقيادته وأبنائه، وأنه لا يحك جلدك مثل ظفرك وأن تكاتفنا في هذه الأيام المباركة يعني استقرارنا وازدهارنا، ويؤكد على ثوابتنا وأحلامنا بغدٍ مشرق جميل.
قلنا إن الوطن بكل أبنائه، وإن ما يحدث حاليًا من تدشين لأجيال جديدة دخلت إلى معترك العمل العام مؤخرًا، إنما يدخل ذلك ضمن التجديد المستمر للدماء، والوصول بحالة الوطن إلى ما يصبو إليه الشعب، وتؤكد عليه قيادته.
إن في أحلامنا الكثير مما لم يصبح مهيأ للتعاطي معه بسرعة، لكن رغم ذلك، فإن تكافؤ الفرص، فرصة عمر، واستدامة النماء، فكرة تحولت إلى مشروع وطني كبير، وتنافسية القطاعات والأنشطة الاقتصادية رؤية صادقة تتسق مع المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك المعظم، ومع الأفق الوسيع الذي طرحه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لعام 2030 عندما تصبح البحرين مملكة للخدمات الممتازة.
قلناها، صحة وتعليم، هكذا يمكن أن نكون سنغافورة الخليج، صحة تطرح المشاريع السباقة التي تجعل من وافد قادم إلى البلاد قاصدًا العلاج المتقدم، والشفاء العاجل بإذن الله، وتعليم راقٍ يضاهي مثيله في الدول المتقدمة بعد أن حصدت عدة جامعات وبينها الجامعة الأهلية مواقع متقدمة ضمن تصنيفات مؤسسة كيو إس العالمية، واقتربنا من أفضل 500 جامعة عالمية، حيث لم يمض من عمر جامعتنا سوى 21 عامًا فقط منذ انطلاقتها الأولى في العام 2001، لتحتل المرتبة 651 عالميًا.
هنا نجد أن طموحنا مشروع، وأن إمكاناتنا أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تتحقق معها طموحاتنا، وأن دور الدولة معنا لكبير، وحكومتنا الرشيدة لعظيم وقيادتنا الحكيمة لأكبر وأعظم، وكل أضحى عيد، وكل عيد وبلادنا بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .