تجمعات مهمة لمشاهدة الأفلام وتقديم الورش والندوات السينمائية
أفلام بحرينية تتألق في السعودية... ”الحذاء الذي يصغر كل ليلة” و”وجبة”
تضم مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان أفلام السعودية 28 فيلماً، بدورته الثامنة التي تقام إلى 9 من يونيو من بينها من البحرين وهما “وجبة” للمخرج الشاب لؤي التتان و”الحذاء الذي يصغر كل ليلة” للمخرجة الشابة تقى محمد ضمن 36 فيلماً تشارك في جميع المسابقات، منها 8 أفلام طويلة، و28 فيلماً قصيراً، و 33 فيلماً للعروض الموازية.
وفي لقاءات سريعة مع المخرجين في الظهران، قالت المخرجة تقى محمد: “يتحدث فيلمي القصير (الحذاء الذي يصغر كل ليلة) الذي كتبته وأخرجته عن طفل يخشى النوم بسبب خوفه من أن يصغر عليه حذاؤه، أو يكبر هو على هذا الحذاء، بفكرة أن الخوف يبدأ في التراكم في الأحداث إلى أشياء أكبر من مجرد حذاء مفضل، الخوف في الفيلم فيزيائي لكنه هو معنوي مرتبط بالغيرة، وصولاً إلى الأم التي تعاني من خوف هذا الولد” وقالت تقى أن الفيلم حصل على منحة من مهرجان "صُنع بشغف"، ومن هناك بدأت رحلة الفيلم، والتي كانت للأسف في فترة الوباء، وبالطبع كنا في فترة حرجة لم نستطع أن يخرج هذا الفيلم للنور والحصول على طاقم مستعد للعمل في أجواء الإغلاق، فكنّا نقوم بأكثر من عمل في وقت واحد، وأيضاً من أكثر الصعوبات التي مررت بها أثناء تقديم الفيلم هو موافقة أولياء أمور الطفلين لتقديم الأدوار خوفاً عليهم طبعاً، وأضافت: “من أكثر الأشياء المضحكة أثناء تصويري الفيلم هو قيام جد الطفل بحلق شعره “على الزيرو” مما جعلنا ننتظر لفترة لإعادة شكل الشعر المرسوم للشخصية، وغيرها من الصعوبات، والحمد لله تم الانتهاء منه وعرض أخيراً في النسخة الأخيرة من "صُنع بشغف"، وحصل على المركز الثاني، وفرحت جداً بعد سماعي آراء الناس، وأيضاً تم اختيار الأطفال أبطال الفيلم لتجارب جديدة بعد الصعوبات الكثيرة التي مرت بهم في اختيارهم للفيلم”.
وعبرت عن سعادتها للمشاركة في مهرجان أفلام السعودية، وسعدت لأنه صداء الجمهور السعودي والخليجي في المهرجان، وكيفية توصيل الفيلم الذي صورته في يومين مع طاقم موهوب مع المصور المبدع جعفر الحلواجي، وأحمد أكبر، وأحمد عبدالنبي، وفشنو، وبسبب الكورونا تم استغراق تقديمه النهائي أكثر من عام تقريباً، تقول تقى: “سأشارك في هذا الفيلم في عدة مهرجانات مستقبلاً، وأحب أن أشكر جميع من عمل معي وساندني، خصوصاً مدير المهرجان أحمد الملا في مهرجان أفلام السعودية وكل من وقف معي".
“وجبة” لؤي التتان
وتحدث معنا مخرج فيلم “وجبة” لؤي التتان الذي يقدم فيلمه فكرة أم وابنها، أجبرتهم الظروف أن يعيشوا في نفس البيت دون أن يتمكنوا من رؤية بعضهم كثيراً نظراً لإعاقة الابن ولوجود زوجته معه في البيت، يقوم الابن (محمود) باختراع جهاز نقل أغراض منزلي؛ لكي يتبادل مع أمه أي شيء عبر النوافذ! وقال لؤي: الفيلم من أسرع فيلم قمتُ بإخراجه، من البداية وصولاً إلى الشاشة الكبيرة، فقد تم الانتهاء منه بقرابة شهر واحد فقط تقريباً، وكان التحدي هو كيفية عمل ذلك دون أي تنازلات، من صورة وقصة الفيلم، وبالطبع تم إنجاز ذلك بصعوبة كبيرة” وقال إنه للوصول إلى الحالة العميقة للزوجة والزوج بدأ الإعداد والتفكير أولاً لمدة أيام، واختزال الشخصيات في أيام قليلة، خصوصاً أن ظهورهم بالفيلم كان قصير جداً، غير أن الصعوبات التي مررنا بها أثناء التصوير، والبحث عن بيت جاهز للتصوير لكنني لم أجد إلا بيت جدي في المنامة لكي نصور فيه، خصوصاً أن الميزانية مدروسة جداً، ومن الملاحظ جداً تعاون الفنانين عندنا في البحرين مع السينمائيين، مثل القديرة شفيقة بالرغم من انشغالها في تصوير مسلسل وافقت على العمل معي، وأيضاً المبدع محمود الحايكي، وهو من أصحاب الهمم الشغوفين بالسينما، وفعلاً أثبت إبداعه وجرأته كبطلٍ للقصة، وكذلك الفنانة لمياء الشويخ كانت في ظروف خاصة مع والدها لكنها لم ترفض العمل، والفنان إسماعيل مراد كذلك قدم لي لمساته التي ساهمت في تقديم الفيلم”.
وقال التتان إن هذا الفيلم من أهم أفلامي التي قدمتها إلى اليوم، والذي فيه الكثير من المشاعر، وأضاف: بعد العرض الأول في البحرين، الشعور مختلف هنا في مهرجان أفلام السعودية وأنا أقدم الفيلم للجمهور السعودي والتشجيع الكبير الذي تلقيته والأصداء الجميلة من جمهور متعطش لهذه الأفلام، وهذا أمر مفرح جداً، وأتمنى جداً أن تتكرر هذه الفرص البحرينية في الخليج وفي السعودية بالخصوص بحكم طبيعة الشعب السعودي الودود والمحب للسينما البحرينية” وشكر مدير المهرجان أحمد الملا على جهوده الكبيرة الواضحة في كل زوايا هذا التجمع المهم للسينمائيين من ورش وندوات وأفلام متنوعة.