+A
A-

البحرين والنفط... رحلة 90 عامًا من التحديات والإنجازات

يحتفل القطاع النفطي بمملكة البحرين بمرور 90 عامًا على أول اكتشاف نفطي، حيث تم اكتشاف أول بئر للنفط في 2 يونيو 1932، لتكون البحرين بذلك أول دولة تكتشف النفط في منطقة الخليج العربي، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تحقيق الازدهار الذي طال مختلف أوجه الحياة، حيث مكنّت أرباح النفط من الإنفاق بسخاء على تحديث وتطوير البنية التحتية.
وتعود البدايات إلى العام 1925 عندما تم التوقيع على أول امتياز للتنقيب بمملكة البحرين ليأتي بعد ذلك تأسيس شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو) في 11 يناير 1929، وبدأت الشركة على الفور بناء جسر إستراتيجي يربط بين جزيرة سترة وجزيرة البحرين العام 1930. 
وفي أعقاب وصول معدات الحفر واختيار المكان المقرر للتنقيب بالقرب من جبل الدخان، جرى تثبيت معدات الحفر والتنقيب واستهلت الشركة الأميركية “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا” عمليات الحفر في 16 أكتوبر 1931 ليبدأ تدفق النفط بكميات كبيرة وتجارية في 2 يونيو 1932 من بئر النفط رقم 1 في حقل البحرين بمعدل 9600 برميل يومياً، وهو يُعدّ أول اكتشاف للوقود الأحفوري في منطقة الخليج العربي.
من جانب آخر، شهد القطاع النفطي بمملكة البحرين في العام 1966 بداية إنتاج نفطي وفير من حقل أبو سعفة البحري المشترك بين السعودية والبحرين، والذي يصل إنتاجه حالياً إلى نحو 330 ألف برميل يومياً، ويوزّع مناصفة بين البلدين الشقيقين.
وكنتيجة لارتفاع كميات النفط المتدفقة، بادرت المملكة إلى افتتاح أول مصفاة لتكرير النفط في العام 1936، بسعة تصل إلى 10 آلاف برميل يوميًّا، علمًا أن المصفاة قد عملت كذلك على تكرير جزء من النفط السعودي منذ العام 1945 وذلك من خلال خطوط الأنابيب التي جرى مدّها من المملكة العربيّة السعودية إلى مصنع التكرير في مملكة البحرين، حيث إن إنتاج حقل البحرين البري يُضخ بشكل كامل إلى مصفاة “بابكو” لتكريره.
وقد أجرت “بابكو” أول توسعة لمصفاة التكرير في العام 1968 مما رفع الطاقة الإنتاجية للمصفاة إلى 250 ألف برميل يوميًّا، ثم استحوذت الشركة في العام 1997 على المصفاة بشكل كامل، علماً أنه مع تعاظم دور النفط وزيادّة تأثيره في مسيرة التنمية الشاملة التي يشهدها الوطن، شرعت “بابكو” في الوقت الراهن بتنفيذ خطتها الطموحة لتوسعة وتحديث مصفاتها بتكلفة تُقدّر بحوالي 6 مليارات دولار، وهو مشروع وطني ضخم يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية في المصفاة من 267 ألف برميل يوميًّا إلى 380 ألف برميل يوميًّا. 
و تم إنشاء الشركة القابضة للنفط والغاز في العام 2007 لتكون الذراع الاستثماري والتنموي لشركات القطاع النفطي في المملكة، وهي مملوكة للحكومة بنسبة 100 %، وينضوي تحت مظلتها الرئيسة العديد من الشركات وهي شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز)، وشركة توسعة غاز البحرين الوطنية (توسعة)، وشركة البحرين لتزويد وقود الطائرات (بافكو)، وشركة البحرين لزيت الأساس للتشحيم، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، وشركة تطوير للبترول، وشركة البحرين للغاز المسال بالإضافة إلى شركة البحرين لمزج الجازولين.
وتُعدّ الشركة القابضة للنفط والغاز المسؤولة في المقام الأول عن تنفيذ سياسة مملكة البحرين وإستراتيجياتها في قطاع النفط والغاز، وتشرف الشركة على جميع استثمارات المملكة في أصول النفط والغاز والبتروكيماويات.