إن أرقى مراتب التقدم هي تلك التي تحدث من أجل بقاء هذا العالم واستثمار إمكانات الإنسان الذي يجب أن يعيش وفق أحدث المراتب الإنسانية التي تدافع عن القيم والمبادئ المنبثقة عن الحقيقة، والواقع أن العالم المعاصر حقق عدة مكاسب جعلت كل شيء تحت تصرف البشرية التي اندفعت إلى آفاق جديدة اقترنت بالثقافة والعلم والنور.
الفيلسوف الهندي الشهير “سادغورو” سيحل ضيفا على البحرين بتاريخ 15 مايو في حملة عالمية بعنوان “أنقذوا التربة”، حيث سيلتقي بالعديد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص في مجال البيئة، وسيلتقي أيضا الجمهور بمتحف البحرين الوطني، ساعيا وراء حملته لجذب انتباه وحشد دعم أكثر من 3 مليارات شخص، من أجل رفع الوعي حول تدهور التربة والتصحر والتشجيع أيضا على وضع السياسات من أجل الحفاظ على الأرض والبيئة الزراعية، علما أن حملته تحظى بدعم رسمي من اتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة التصحر وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها.
نحن نعيش عصرا علميا لكنه ميتافيزيقي يقذف في وجه الكائن كل شيء بدون سابق إنذار أو دعوة للاستعداد والتأهب، وبدون تحذير يكشف له مدلولات الحقيقة التي ينال فيها الأفضلية كإنسان أولا له احتياجاته المادية والمعنوية، وحملة “سادغورو” تنسجم مع التصدي لأفدح خطأ ارتكبته الإنسانية وهو التصحر وتشويه الحياة والبيئة الزراعية، ولعل ما كشفه البريطاني “ديفيد اتينبراه” في فيلمه الوثائقي “حياة كوكبنا” من حقائق مخيفة عن التغير المناخي وكيف ساهم الإنسان بتقدمه العلمي في الاستخفاف والاستهزاء بالطبيعة، أكبر دليل على أن البشرية تحفر قبرها بيدها إذا بقيت تتعامل مع البيئة بهذه الطريقة.
حملة “سادغورو” تحذر البشرية من المهاوي السحيقة وفوضى وتخريب البيئة والتربة والسير مع التيار الملوث، وكيف ستكون نتيجة تلك الأحداث الكبيرة التي يصنعها الإنسان باسم التطور والدفع الحضاري.