في السابق كان المراجع للدوائر الحكومية الخدمية تحديدا، يئن ويعاني و”يتبهدل” وهو يواجه الكثير من المعوقات والتعقيدات والإجراءات والبيروقراطية الإدارية الطاردة والمنفرة، لدرجة وصل الحال بالكثير من الناس، خصوصا كبار المواطنين رجالا ونساء، وآخرين غيرهم، بالاستعانة بمكاتب تخليص المعاملات الحكومية ودفع الكلفة المادية من جيوبهم الخاصة لإنجازها مجبرين على ذلك تجنبا لعدم الاستماع إلى العبارة المشهورة التي غالبا ما تقال للمراجع للدوائر الحكومية في الفترة الماضية “روح وراجعنه باجر، ويرجع باجر ومعاملته ما تزحزحت سّوت واحد من مكانها”، وبتلك الأساليب والطرق تتعطل مصالح الأمة شهورا طويلة دون إنجازها، في وقت لا تعدو كونها معاملة بسيطة من الممكن تخليصها في خمس دقائق.
مقابل ذلك، الأداء الحالي في تلك الدوائر الرسمية الخدمية نستطيع القول عنه إنه تحسن للأفضل ويسير في الاتجاه الصحيح والمريح، مع التأكيد على أن تلك الحزمة من العراقيل القاهرة التي كانت تمارس قبلا “خفت وايد بس للحين ما ختفت، وفيها حب للحين ما نطحن عدل”.
فوق ذلك كله، سمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه أكد أهمية الاستمرار في تطوير العمل الحكومي بما يجعل القطاع الخدمي قادرا على الاستجابة لمتطلبات المرحلة في سرعة الإنجاز وجودة الخدمة، لافتا سموه إلى التنافس من أجل تقديم الخدمة الحكومية الأفضل للمواطنين، وموجها بوضع معايير إضافية لجائزة التميز في خدمة العملاء ضمن نظام “تواصل”.
بدورنا كمواطنين ومراجعين لتلك الدوائر الحكومية الخدمية، نثمن عاليا هذا التوجه الحكومي المبارك الذي صدر من سموه حفظه الله، ونؤكد إيجابياته، والذي بدوره يعبر عن النظرة المستقبلية المشرقة التي تتماشى مع رؤية البحرين 2030 ونأمل من الوزراء ومن في حكمهم في القطاعات الحكومية الخدمية ترجمة توجه الحكومة هذا لواقع ملموس يعيشه المواطن دعما لمثل هذه التوجهات والأفكار والمبادرات الحكومية الطيبة. وعساكم عالقوة.