لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي العامل المحرك والخالق والمستغل للكثير من الشباب، في وصولهم إلى مستوى الضياع ودخولهم كهوف التطرف والتعصب، وقتل الروح البريئة فيهم، لهذا أصبحت مهمة حماية الشباب من أهم أولويات الدول والحكومات، وقد استطاعت مملكة البحرين بكفاءة عالية ودرجة كبيرة من الدقة حماية أبنائها من الشباب عبر الكثير من البرامج والمشاريع الرائدة والرؤية الحكيمة للقيادة.
“معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، أشار في لقائه يوم أمس الأول مع وفد أميركي يضم مجموعة من الإنجيليين، برئاسة السيد جويل سي روزنبرغ مؤسس مؤسسة الشرق الأدنى للإعلام والخبير في مجال الاستشارات الإعلامية والسياسية، إلى توقيع وزارة الداخلية مذكرة تفاهم عام 2011 مع مؤسسة D.A.R.E الأميركية، تم بموجبها إطلاق برنامج مكافحة العنف والإدمان “معا” كبرنامج تثقيفي وتوعوي، يشمل معظم مدارس البحرين الحكومية والخاصة، وتنفذه شرطة خدمة المجتمع، بعد تدريب عناصرها وفق المعايير الدولية المعتمدة، حيث نجح البرنامج في الحد مما يزيد عن 54 % من السلوكيات السلبية والخاطئة لدى أطفال المدارس، كما تم التوسع في البرنامج ليشمل مناهج في مكافحة التطرف والتشدد وكذلك تعزيز التسامح والتعايش السلمي”.
إن برنامج “معا” حقق إنجازات لافتة وضرب أروع الأمثلة في نشر مفهوم المواطنة ونبذ العنف وتعزيز روح الوحدة الوطنية، وتقوم به كفاءات بحرينية متسلحة بالعلم والمعرفة، ولا يسعنا ذكر الأرقام التي تعطي صورة عن مدى التقدم في هذا البرنامج في مختلف المدارس الحكومية والخاصة، وانعكاساته على البيئة المدرسية وكذلك المجتمع.
إن شخصية مملكة البحرين المتفردة في الأمن والسلام والتعايش، ونبذ العنف والتطرف وحماية الشباب والناشئة، عبر برامج ومشاريع متعددة الأوجه، جعل موقعها على ناصية العالم ومدرسة يحتذى بها بكل وضوح بقيادة سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وسيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.