تبادرت إلى ذهني مقولة "مجالسنا مدارسنا" - التي وثق المهندس عبدالله الحويحي بكتابه الذي يحمل ذات العنوان (2018م) - أنها "تنسب إلى المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين (1942 - 1961م) الذي أكد أن المجالس مدارس للعلم والشورى"، ويضيف أن مجالس البحرين العريقة "تجسد عمقها وانعكاسها على البعدين الاجتماعي والوطني، بما يتوافق مع الأطر المحددة للمجتمع البحريني وعاداته وتقاليده، والتي كانت ولا تزال تعدّ أحد أبرز المنتديات التي يقوم المواطنون من خلالها بمناقشة قضاياهم الاجتماعية والوطنية والقومية، وكل ما يمس حياتهم المعيشية والاجتماعية والسياسية، والتي فاق عددها في مدينة المحرق أم المدن (170) مجلساً"، وساق مثلاً على مجالس مملكة البحرين والمحرق منذ القدم إلى الآن: "مجلس الشيخ عيسى بن علي حاكم البحرين (1869 - 1932)، ومجلس الشيخ حمد بن عيسى حاكم البحرين (1932 - 1942)، والشيخ سلمان بن حمد حاكم البحرين (1942 - 1961)، ومجلس الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين (1961 - 1999) ومجلس جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ومجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله".

وهنا أستحضر دور المجالس بالوقت الراهن بفرص أتاحت لنا من خلال مجلس أمناء البنائين برئاسة الدكتور أحمد محمد البناء، لزيارتها للالتقاء بمحافظ محافظة المحرق السيد سلمان بن هندي المناعي بحضور نائب المحافظ العميد عبدالله بن خليفة الجيران، حيث "أكد المحافظ دور الأهالي والعوائل وأثرها البارز في تعميق اللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع، مع اعتزازه بدور المجالس الأهلية في تعميق الحس الوطني، مع أهمية تأريخ الأحياء والفرجان القديمة، كون المحافظة تزخر بأهاليها وعوائلها الكرام وبيوتاتها العريقة وأحيائها السكنية العتيقة التي تقف شاهدة على عراقة المحرق وتاريخها العظيم"، وزيارتنا لمجلس السيد يوسف بن صالح الصالح رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية وكبار وموظفي إدارة الأوقاف، وتناول "مجموعة من المواضيع المهمة التي تهم دور العبادة وخصوصاً مع حلول شهر رمضان المبارك، وشمل ذلك الصيانة سواءً لدور العبادة أو الأوقاف التابعة لها، بالإضافة للاحتياجات الضرورية المطلوبة لدور العبادة لمسجد وحسينية البنائين ومسجد المقبرة ومعالجة جوانب النقص سواءً في المعدات أو الأدوات أو الأيدي العاملة"، وتنظيم مجلس أمناء البنائين منذ تأسيسه بشهر أبريل (2021م)، سبعة ديوانيات افتراضية شارك فيها منسوبو الفريج من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، متناولين شؤون وشجون الأهالي واعتبار هذه المجالس حلقة وصل فعالة في توطيد أواصر العلاقات بينهم في دعم وتعزيز وطنهم، وبإمكاننا أن نطلق على هذه اللقاءات المجالس الأهلية النوعية إلى جانب تلك المتعلقة بمجالس صلة الرحم، والمجالس الاجتماعية العامة، ونكمل.