+A
A-

بهاء الحريري في حوار مع رئيس التحرير: لبنان يستطيع أن ينهض عبر استرجاع ثقة العرب والخليجيين

- “سوا للبنان” حركة تغييرية بمخطط سداسي أبرزه محاربة الفساد

- سوف نستكمل مسيرة رفيق الحريري لبناء لبنان الجديد

- الحريري يعتبر لبنان بلدا عربيا وعليه أن يرجع للحضن العربي الخليجي

أكد رجل الأعمال اللبناني بهاء رفيق الحريري أن حركة “سوا للبنان” حركة تغييرية، ضمن مخطط سداسي، أبرزه محاربة الفساد، وآخر دستوري يعنى بتطبيق اتفاق الطائف بشكل كامل، مؤكدًا أنه سينقل لبنان إلى مرحلة جديدة.


وأشار الحريري، في لقاء موسع أجراه معه رئيس التحرير مؤنس المردي عبر تقنية الاتصال المرئي، إلى أن حزب الله سمح لمنظومته بأن تغطي على الفساد في لبنان، لافتًا إلى أن “الخريطة السياسية اللبنانية في وضع إفلاس، وهنالك من هو جالس في مكانه منذ 43 سنة”.


من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة “البلاد” مؤنس المردي في بداية اللقاء: قبل أكثر من عام، شهدت الساحة اللبنانية حراكًا نوعيًا بظهور حركة “سوا للبنان” بدعم رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري، ومؤخرًا أطلقت الحركة خطتها الوطنية “سوا للنهوض بلبنان”، مردفا أنه “تم الإعلان عنها في الـ Forum de Beirut، معلنة عن دعمها لقوى التغيير في الانتخابات النيابية التي سوف تجرى في مايو المقبل”.


وأوضح المردي أن الحركة حثت المواطنين اللبنانيين على المشاركة بكثافة في يوم الانتخاب، مرحبًا في هذا الصدد بالحريري، للحديث عن ذلك.


الحريري: أشكركم على هذه الاستضافة.

بهاء الحريري
المردي: بداية، نريد أن نعرف العلاقة ما بين رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري وحركة “سوا للبنان” وطبيعة هذه الحركة، وهيكلها، والمنتمين إليها، رأينا حوالي 40 اسمًا، ونريد الحديث عنها، وعن ثقلها ووقع صدى طرحها في الشارع اللبناني، بعد أن تم الإعلان عنها.

الحريري: أساس القرار ولد من رحم الانفجار الذي حدث في لبنان، وأهلنا في البحرين شعروا بما شعرنا به، فلا يمكن أن نتطلع لفاجعة كهذه ونحن مكتوفو الأيدي، أو أن تظل الأمور على حالها، وعليه فلقد قمنا بمخطط كامل، هو من جهة “بيروت لبنان العالمية” و “سوا للبنان” و “مؤسسة نوح الخيرية”.


بدأنا المشوار، حيث أسسنا عملا متكاملا، سواء من قبل مؤسسة نوح التي قامت بمبادرات عدة، ومؤسسة “صوت بيروت العالمية”.


نحن لا نتدخل بعمل “صوت بيروت” بالرغم من أننا الممولون لها، ولا نتدخل بماريا عبود، أو وليد عبود، أو رودولف هلال، أو ديانا فخوري، أو أي أحد منهم، أو بما يريدون قوله، فهناك استقلاليه تامة.


كما أن هنالك موضوعا مهما، ويتعلق بالتمويل، ولكن ولكي تنجح الإدارة يجب أن تعطى استقلالية مهمة، لكي تدير وتكون ناجحة، والحمد لله لقد أثبتنا ذلك بكل أعمالنا الخاصة، آخرها “صوت بيروت العالمية”.


ويشارك في “سوا للبنان” 40 شخصا من الأمناء، رجالًا ونساءً، من كل وجهات البلد، ومن كل الطوائف، لا غبار عليهم، وأنا لا أعرفهم، حيث تعرفت عليهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة.


وفي الواقع من أصل 40 لا أعرف إلا 3 أو 4 فقط، وهم أصدقاء، مثل جوزيف الحلوي، الذي كان مع الوالد بـ “سعودي أوجيه” وهو كأب بالنسبة لي، وكان معه في الموضوع الذي صار في الضاحية الجنوبية ولم ينجح، ومن بعدها أصبح معي في مشروع العبدلي، ثم انتقل عضوا من مجلس أمناء سوا، أما الـ 37 عضوا الباقين من الرئيس حاتم وقضاة ومحامين ورجال أعمال ووجهاء من كل المناطق اللبنانية، فإن لهم استقلالية كاملة في إدارة سوا.


فالفكرة كانت بأن نعطي الاستقلالية الكاملة للرئيس ولنوابه الأربعة أو الخمسة، وتوصياتي أن يكون مسيحيا، حتى نكسر “التابو”، والرئيس التنفيذي هو سعيد صناديقي، ولدينا لجان عدة، كل لجنة بها 4 و5 من الأمناء.


طبيعة عملنا طول حياتنا، حين يكون لديك 10 آلاف موظف، لا يمكن لك أن تأتي ما بين آسيا وأوروبا وأميركا، ولله الحمد، وهو من فضل الله بهذا الشهر الكريم، بأن تأتي وتقول إنك تريد أن تدير كل شيء.


المنطق يقول إن عليك أن تعطي الاستقلالية لهم، فلماذا لا أثق بهم؟ فهم ممن يمتلكون الخبرات الطويلة في المجال القضائي أو الدستوري، أو حتى في مجال عملهم.

 

المردي: سبق أن أعلنت أنك لن تكون رئيسًا لـ “سوا للبنان” بالرغم من دورك الكبير في تأسيسها، لماذا اخترت الابتعاد عن رئاسة الحركة؟ مع تأكيدك ثقتك بهذه الأسماء، وعلى الرغم من الحماسة والدافع الوطني لكي تؤسس هذه الحركة؟

 الخريطة السياسية اللبنانية في وضع إفلاس، وهنالك من هو جالس بمكانه منذ 43 سنة، فهل تجيز الديمقراطية لأي حزب أو تيار أن يكون قائما عليه رئيس منذ عقود من السنين؟


 أكدت أن علينا أن نكسر هذا الموضوع، والعالم خير وبركة، و “الأوادم كثار” وأن يكون الخيار لمن يريدون التغيير، وعليه فلقد أسسنا حركة تغييرية، مناهضة للأجيال الجديدة، ولدينا شباب في “سوا” كأمناء، وبحدود العشرة، أعمارهم بحدود الأربعينات، وبهدف أن نعطيهم الفرصة، وللأجيال الراغبة في التغيير.


 لو أنني كنت موجودا فإن ذلك يعني بأنني “لغيت” الآخرين وبأن الأمر يخص فقط بهاء الحريري، وأنا أعرف رفيق الحريري رحمة الله عليه، بأنه لم يكن ليرغب بذلك، وإنما هو نموذج ديمقراطي متكامل، ضمن هيكلية ديمقراطية، من خلال التصويت والقرارات.

المردي: من وجهة نظر السيد بهاء الحريري، ما أبرز مشكلات لبنان اليوم؟ وما العوامل التي ساهمت في الوضع الذي يعيشه حاليًا، والتحديات التي يواجهها الآن ومستقبلًا؟

الحريري: هنالك منظومة الحزب الذي أعطى من خلالها الفرصة للفساد بأن يعم في البلد، وهذه المنظومة غطت غطاء حزب الله، وهذا هو السبب الأساس.


لقد كان لدينا نظام مصرفي مثالي في العالم العربي، أصبح اليوم بوضع كارثي، حين زار رئيس مجلس الأمن بيروت ذات مرة، كاشفا عن أن النظام المصرفي اللبناني يتعرض للسرقة والنهب، والأساس بذلك هو الفساد.
وحين ينخفض تصنيف لبنان، وحين يخسر المودعون عشرات المليارات من الدولارات من ودائعهم معنى ذلك أن الفساد قد استشرى، وأن هذه المنظومة هي أساس المشكلة وهي المسؤولة عن الانهيار.


يجب أن يكون هنالك مخطط متكامل للموضوع المصرفي والسياحي والتعليمي، ولبنان لديه مقومات هائلة للاقتصاد، ويستطيع أن ينهض عبر استرجاع ثقة إخواننا العرب والخليجيين، فنضع على “السكة” وضعية أو آلية تساعدنا على التخلص من هذه المنظومة.

المردي: في مارس الماضي أعلنت “سوا للبنان” خطتها الوطنية تحت عنوان “سوا للنهوض بلبنان”، فهل لك أن تحدثنا عن أبرز ملامح هذه الخطة؟ وما خريطة هذه القوه التغييرية؟ ومن سيدعم هذه الحركة ودورها في دعم الحركة السياسية المقبلة؟

الحريري: نحن وكما قلنا حركة تغييرية، لدينا مخطط سداسي، أوله محاربة الفساد، وأمر آخر دستوري يعنى بتطبيق اتفاق الطائف وبشكل كامل وهو أساسي، لأنه سينقل لبنان إلى مرحلة جديدة، عبر فصل الديانة عن السلطة التشريعة والتنفيذية وتأسيس مجلس شيوخ، لا مركزية إدارية.


الأمر الثالث هو القضاء المستقل، الذي هو موجود ولكنهم تركوا القوانين المحاربة للفساد في جوارير غير مستعملة، وعليه نحن بحاجة لسلطة معينة تستطيع أن تقول إن هذا الفساد يجب أن ننهيه.


وبخصوص الموضوع الرابع، فنحن وضعنا مخططا توجيهيا اقتصاديا متكاملا لجميع الفروع اللبنانية، وهي واضحة في موقع “سوا” والموضوع الخامس هو تقوية الجهاز الأمني (الجيش والأمن الداخلي)، والموضوع السادس وهو مخطط استشفائي متكامل، فليس من المعقول ألا يستطيع اللبنانيون تحمل كلفة العلاجات وأن نرى أولادا يموتون عند المستشفيات.


“سوا للبنان” مخطط متكامل، وسيكون التوجه له بكل المقومات، أما الدعم فنحن سندعم القوة التغييرية والتي هي موجودة بقوة، والتي هي نحن، ونحن هي، فالمبادئ تتوافق كاملة مع وجهة نظرنا ومبادئنا، هذه القوى التي نريد أن نراها في قلب السلطة، نحن وهي واحد، ولا فرق بيننا.

المردي: لماذا اختارت الحركة دعم قوى أخرى وليس دخولها بنفسها المعترك الانتخابي على الرغم من أن لديكم أسماء كما تفضلت لها سمعتها وتاريخها؟

الحريري: لأننا وكما علمنا الوالد (رحمة الله عليه) لا نؤمن بالإلغاء، والأشخاص موجودون وبكثرة، فلماذا لا أركز على قائمة مثل عكار حين أعلم بأن بها عوائل كريمة معزولة، ولم تعطَ أي دور، وفي مراحل سابقة كان الوالد يعتمد عليها بمجلس النواب، وعلينا هنا أن نقول لهم (أهلا وسهلا فيكم).


موضوع الإلغاء، لم يكن موجودا في حياة الوالد (رحمة الله عليه)، ولم يعلمنا عليها، فنحن سنسند في المناطق القوى التغييرية التي تريد مصلحة البلد، إذ عانت كثيرا في الفترات الماضية، ولكنها وبتاريخها معروفة بأنها تريد مصلحة لبنان.


هذه قوى تغييرية أساسية موجودة ومؤثرة في مناطقها وبقوة، وسوف نسندها وسنكون معها، بالمال والإعلام وكل السند حتى تبرز، ولماذا سنخاف؟ ونحن معهم متشاركون بذات القيم والتفكير والنهج، وهم من المؤمنين بمسيرة رفيق الحريري، ونحن حريصون على أن ترجع هذه المسيرة مجددًا.

المردي: الهدف واحد وهو لبنان، وكثير من المراقبين وصفوا الخطة التي وضعتموها لإنقاذه بأنها تحمل مشروعًا نموذجيًا ديمقراطيًا لا مثيل له في المنطقة، ما احتمالات تنفيذ هذه الخطة؟ وما الصعوبات التي تتوقعون مواجهتها لكي تكون هذه الحركة نموذجًا يحتذى به؟

الحريري: سوف أحتكم لك لأنك رجل إعلامي مخضرم من الدرجة الأولى، فما فعلناه نحن بسنة لم يفعله أحد، وهو هائل، وعلينا أن ننظر لأنفسنا أين سنكون بعد سنة أو سنتين من الآن، والمقارنة حينها سوف تعطينا الفرصة لأن نلتقي مجددًا، وكما يقولون “نحن سُنة ولكن الزيجة مع إخواننا الخليجيين مارونية”.


وفعلا ما عملناه إنجاز كبير، نحن لسنا هنا لنسرق أو لننهب أو لنضحك على العالم، نحن هنا ملتزمون بأن نعيد مسيرة رفيق الحريري (رحمه الله).

المردي: لدي سؤال خاص عن المرحوم الشهيد رفيق الحريري، عن تأثرك بمسيرة هذا الرجل الشهيد وحرصه على لبنان ومصلحة أولاده، وكيف تسيرون على خطاه؟

الحريري: الوالد رحمة الله عليه، علمنا المبادئ والصدق وحفظ الأمانة، وعلمنا “غلاوة” العلاقة والمحبة والمودة بيننا وبين إخواننا الخليجيين عموما، وبخاصة مع المملكة العربية السعودية.


هنالك أيضًا موضوع الالتزام، فحين تلتزم بشيء يجب ألا تتراجع عنه، وكان (رحمه الله) حين يضع 10 أهداف ويحقق منها 6، كان يقول وصلنا لستة أهداف من أصل عشرة، يعني نجحنا.


 لقد كان رحمه الله يعتبر لبنان بلدا عربيا دستوريا، وعليه أن يرجع للحضن العربي أوله الخليجي، وكان يقول (إذا وعدنا فوعد الحر دين).


ونحن اليوم وبهذا الشهر الفضيل ملتزمون تماما كما كان هو ملتزما، باتفاق الطائف، وبالمسيرة العربية للبنان، وملتزمون بصدقه وصدق لبنان تجاه إخواننا الخليجيين والعرب، هذا ما علمنا عليه، ولو كان حيا يرزق الآن لكان قال للبنانيين (انتخبوا يا اللي سوا بتسنده).

المردي: شكرا أستاذ بهاء على وقتك، وعلى الإيضاح، ونتمنى لحركة “سوا” النجاح، لنرى لبنان جديدًا حيويًا، كما كان لبنان زهرة العالم العربي، والقلب الجميل له، ونأمل نجاح حركتكم لصالح لبنان ولصالح الشعب اللبناني.

الحريري: أود أن أشير إلى أننا نعمل على نموذج لا يتناقض مع مطالب المجتمع العربي، خصوصا الخليجي، والدولي، ونحن لا نعمل شيئا بخلاف المسيرة التي وضعها رفيق الحريري والتي نريد أن نسير عليها.

المردي: هذا هو وضع لبنان الحقيقي، بأن يكون مع أشقائه الخليجيين والعرب.