رغم أنها لا تصلني بشكل دوري، إلا أنني أكون في قمة السعادة عندما يقع في يدي عدد جديد من مجلة “القوة”، المجلة العسكرية الشهرية التي تصدرها القيادة العامة لقوة دفاع البحرين “مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي”، فهي مجلة تحمل مشعل الثقافة، وتضيء الطريق أمام كل باحث عن ما هو جديد في شتى صنوف المعرفة، ففيها الدروس القيمة الحية والمقالات المدروسة الوافية، والإرشاد والتوجيه، ومنذ صدورها استمتعنا وتغذينا من خلال صفحاتها الذهبية بكل ثمين من الثقافة والعلم، وقد بدت خلال السنوات الأخيرة كبيرة وعظيمة وفي القمة، واستطاع القائمون عليها بإشراف اللواء محمد قطامي الكبيسي مدير الإعلام والتوجيه المعنوي، ورئيس هيئة التحرير العميد عادل عبداللطيف الرميحي، ومدير التحرير المقدم الركن محمد سعد الرويعي، وبقية أسرة التحرير، جعلها واحة من الإنتاج الفكري والأدبي، حيث تواكب العصر وبها فيض غزير من المواضيع التعليمية والثقافية والعلمية والاقتصادية، بل وفي جميع الميادين بكل أصالة وتفتح.

بحكم عملي في الصحافة فإن حياتي غير منفصلة عن القراءة، حيث اطلعت على مجلات عسكرية عديدة تصدرها مختلف الدول العربية والأجنبية، لكن الحق ودون أية مجاملة وجدت أن مجلة “القوة” هي الأنفع والأرفع، وتلفت الانتباه وتشد القارئ بكل وضوح وبيان، كما أن تبويبها وتنظيم موضوعاتها يتميز بطابع فذ باهر، وكل الأبواب لبنة كبيرة في صرح شامخ، ولم أقرأ عدداً إلا ويكون في مجموعه ككل دسماً جدا ويستحق أن يكون فوق الممتاز، لأن كل ما فيه من مقالات وبحوث وموضوعات بمثابة شموع على الطريق، وأنا على يقين أنه لو تم إجراء استفتاء حول المجلات العسكرية المماثلة في المنطقة ستكون “القوة” في المرتبة الأولى بفضل تعميم الثقافة على مستوى علمي رفيع.

مجلة “القوة” تقوم برسالة عظيمة لخدمة الفكر الإنساني، وهذا الشعور ليس شعوري بمفردي، إنما شعور جميع الذين نالوا شرف قراءتها.